رئيس التحرير
عصام كامل

صفقة بين أمريكا وإسرائيل ظاهرها عسكري وباطنها العرب.. القبة الحديدة

علم أمريكا وإسرائيل
علم أمريكا وإسرائيل

في ضوء فشل محاولات إسرائيل بيع منظومة القبة الحديدية للعرب، يبدو أنها تنوي إعادة فتح الملف من جديد ولكن بطريقة ملتوية كما عهدنا إسرائيل، حيث أكدت تقارير عبرية اليوم الأربعاء أنها تنوي بيعها للولايات المتحدة الأمريكية الأمر الذي يطرح تساؤلًا حول الغرض من الخطوة، وهل تريد إسرائيل أن يشتري العرب تلك المنظومة من واشنطن بعد فشلها في بيعها مباشرة؟


فشل بيعها للعرب
الصحيفة العبرية "يديعوت أحرونوت"، كتبت اليوم الأربعاء، على صفحتها الأولى، أن الولايات المتحدة معنية بشراء منظومة القبة الحديدية الإسرائيلية، وذلك للدفاع عن جنودها المنتشرين في العالم، حديث الصحيفة يشي بأن واشنطن في حاجة إلى أنظمة دفاعية من إسرائيل، لكن الواقع على الأرض هو أن إسرائيل محمية بغطاء واشنطن التي تقدم لها أحدث أنواع الأسلحة الأمريكية المتقدمة، وخاصة أن مسئولين في إسرائيل نفسها اعترفوا بفشل القبة الحديدية، لكن يبدو أنه لما فشلت إسرائيل في بيعها للعرب بسبب اتهامات التطبيع قررت أن تحول أمريكا إلى سمسار وسيط بينها وبين العرب حتى تتمكن من بيعها وتزيل الحرج أمام الرافضين بسبب شبهات التطبيع.

التقرير العبري أكد أن الجيش الأمريكي توجه إلى الكونجرس بطلب المصادقة على ميزانية مقدارها 400 مليون دولار تمكنه من اقتناء بطاريتين من المنظومة التي أثبتت قدراتها الدفاعية في جنوب على حدود غزة إسرائيل ضد قذائف حركة حماس.

اعتراف بالفشل
التقرير يعترف أن الأمريكيين عادة لا يشترون أسلحة من دول أخرى، فهم الجانب الذي يبيع الأسلحة للعالم ويطورها، زاعمًا أن قدرات المنظومة الدفاعية الإسرائيلية غيرت الحسابات بالنسبة لهم، لكن إسرائيل ربما نسيت أن الأيام أثبتت فشل هذه المنظومة نتيجة عدم قدرتها على حماية تل أبيب خلال الحرب الأخيرة في قطاع غزة، وهي عبارة نظام دفاع جوي بالصواريخ ذات القواعد المتحركة، طورته شركة رافئيل لأنظمة الدفاع المتقدمة والهدف منه هو اعتراض الصواريخ قصيرة المدى والقذائف المدفعية، في شهر فبراير من عام 2007، اختار وزير الجيش الإسرائيلي وقتها، عمير بيرتز نظام القبة الحديدية كحل دفاعي لإبعاد خطر الصواريخ قصيرة المدى عن إسرائيل، وإدارة أوباما خصّصت ميزانية لمساعدة إسرائيل في تطويرها، لكن المنظومة أثبتت فشلها الذريع مع الوقت.

واعترفت تقرير عبري مؤخرًا أنه في اليوم الذي أطلقت فيه الصواريخ السورية أقدم جيش الاحتلال على تشغيل منظومة الدفاع الجوية الإسرائيلية من صفد للتصدي للصاروخين اللذين أطلقا من الأراضي السورية إلا أن أحدهما قام بتفجير نفسه في الأجواء فيما أخطأ الصاروخ الدفاعي الثاني الهدف ويبدو أنه سقط في الأراضي السورية.

ولكن تعتمد إسرائيل على ترويج مزاعم قدرات المنظومة الدفاعية لتبرير شراء واشنطن لها، ووصفت يديعوت إسرائيل بأنها "حامية أمريكا" في عنوان التقرير، مشيرة إلى أن إسرائيل باعت أمريكا في السنوات الأخيرة عدة قطع تكنولوجية لكنها ستكون المرة الأولى التي تبيعها منظومة دفاع كاملة في حال صادق الكونجرس على الصفقة الأمنية.

ويقول موقع أمريكي مختص بالشئون الأمنية، إن الجيش الأمريكي معني بشراء المنصتين بسرعة حتى عام 2020، وتشمل المنصتين 12 قاذفة، ورادارين، وجهازين تحكم ونحو 240 صاروخا دفاعيا، وحسب الموقع، ينوي الجيش الأمريكي نشر المنظومتين في مناطق دقيقة في العالم لحماية الجنود هناك من قذائف وطائرات صغيرة وصواريخ هاون.
الجريدة الرسمية