الدنيا برد!
في تعليقه اليومي تليفزيونيا على حالة الجو في البلاد كشف رئيس هيئة الأرصاد الجوية أن الهيئة بصدد إعداد خريطة مناخية جديدة لمصر غير تلك الخريطة التي عرفناها ودرسناها في مدارسنا، والتي كانت تصف مناخنا بأنه حار جاف صيفا ودافئ ممطر شتاء.. فإن الصيف صار شديد الحرارة والرطوبة، والشتاء صار شديد البرودة والرياح أحيانا.. أي إنه حدث بالفعل انقلاب مناخى في البلاد في إطار التغيرات المناخية التي شهدها العالم نتيجة العبث بالبيئة.
والحقيقة اننا لسنا نحتاج إلى خريطة مناخية جديدة فقط لبلادنا، وإنما نحن نحتاج لمجموعة خرائط جديدة لكل مناحى مجتمعنا.. نحن نحتاج إلى خريطة سياسية جديدة بعد التغيرات الدراماتيكية العاصفة التي شهدتها البلاد ابتداء من يناير ٢٠١١ وحتى الآن.. ونحتاج لخريطة اقتصادية جديدة بعد التغيرات الضخمة، هبوطا وصعودا، التي شهدتها البلاد، والتي غيرت وجه هذا الاقتصاد.
ونحتاج أيضا إلى خريطة اجتماعية جديدة بعد التغيرات التي أصابت القوى والطبقات الاجتماعية، بما فيها الطبقة المتوسطة.. كما نحتاج لخريطة للقيم السائدة في المجتمع.
باختصار نحن نحتاج لوصف جديد لمصر، سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وقيميا وثقافيا.. فإن مصر التي كنّا نعرفها وعشنا فيها عقودا تختلف عن مصر الحالية بعد ما أصابها من تغيرات دراماتيكية هائلة، وفى ظل تغيرات كبيرة وضخمة أصابت محيطها الإقليمى والعالم كله.. وهذه مهمة المتخصصين في كل مجال، ولكنها مسئولية الدولة أساسا.