«منبج» كلمة السر في إشعال حرب تركيا وسوريا بدعم من إسرائيل وإيران (تقرير)
وسط تصعيد تركي متزايد داخل الأراضي السورية ومخاوف من الاشتباك، نشر الجيش السوري جنودا ومدافع ودبابات في الضواحي الشمالية الغربية لمدينة منبج بمحافظة حلب شمالي سوريا، في الوقت الذي تستعد فيه القوات الحكومية لاشتباكات مع القوات المدعومة من تركيا، المرابطة في مكان قريب، وهو الأمر الذي أثار مخاوف الكثيرين خاصة أنه في حال اندلاع اشتباك بين القوات السورية والتركية سيتدخل العديد من الأطراف الداعمة للقوتين في ظل الإعلان الأمريكي بالانسحاب من الأراضي السورية.
ودخلت القوات السورية المدعومة من روسيا ضواحي منبج في 26 ديسمبر الماضي للمرة الأولى منذ سنوات، بدعوة من وحدات حماية الشعب الكردية، التي تخشى هجوما تركيا على المدينة بعد الانسحاب الأمريكي، خاصة أن منبج سقطت في أيدي المعارضة السورية المسلحة في أوائل الأزمة السورية، ثم سقطت في أيدي تنظيم داعش الإرهابي، الذي طردته قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من واشنطن.
مواجهة إسرائيلية إيرانية
انتشار القوات السورية بالقرب من منبج عقب إعلان انسحاب القوات الأمريكية، فضلا تهديد تركيا بشن هجوم على المدينة، خاصة بعدما ضمنت القوات الأمريكية الاستقرار في منبج -التي تبعد 30 كم عن الحدود التركية- بعد طرد مسلحي تنظيم داعش الإرهابي من المدينة في عام 2016، فتح الكثير من السيناريوهات التي قد تنشأ عقب اندلاع المواجهة المباشرة بين القوات التركية والسورية، أي قد يتحول الاشتباك بين جيش الاحتلال الإسرائيلي لدعم تركيا من أجل تأمين حدوده الشمالية من المخاطر الإيرانية خاصة بعد سحب القوات الأمريكية التي كانت مصدر الأمان لجيش الاحتلال داخل الأراضي السورية.
كما دخلت القوات الإيرانية الداعمة لنظام الرئيس السوري بشار الأسد منذ اندلاع الثورة السورية عام 2011 بالمشاركة بجانب الجيش السوري في مهاجمة القوات التركية، فضلا عن دور حزب الله الذي قد يدخل دائرة الصراع داعما للقوات الحكومية السورية.
فرص المواجهة
التحركات التركية تزيد من فرص المواجهة مع القوات السورية خاصة بعد التعزيزات العسكرية التي تجري على الحدود السورية من قبل القوات التركية ومرورًا بعمليات التمركز الثابت والمتحرك للوحدات القتالية على الحدود السورية التركية وضمن الأراضي السورية المحتلة تركيًا وصولًا إلى زيارات قادة الجيوش ووزير الدفاع التركي إلى بعضها.
ما يثير الشكوك في النوايا التركية التي لم تلتزم بما تم الاتفاق عليه في سوتشي هو أنها يستمر في التحرك المريب باتجاه الأراضي السورية والسير في خطوات تهدد الأمن القومي السوري وآخرها كان أن تم في بلدة "الراعي" التابعة لمحافظة حلب شمالي سوريا بالقرب من الحدود مع تركيا، يوم أمس السبت، وافتتاح مركز اتصالات لاسلكية في بلدة "الراعي"، في إطار مساعي ترميم البنى التحتية ببعض المناطق التي شهدت مواجهات عسكرية ضد تنظيم "داعش" الإرهابي.