الموضوعية ضحية الأهواء السياسية!

قليلون فقط الذين يستطيعون الاعتصام بالموضوعية في المواقف التي يتخذونها أو التصرفات التي يقومون بها.. غالبا الأهواء السياسية تعوق أن يكون البعض موضوعيا.. فهم لا يقبلون أو يوافقون على شىء من كلام ومواقف وتصرفات خصومهم السياسيين حتى ولو أصابوا أحيانا.. وفى المقابل يوافقون على كل شىء يتخذه أو يأتيه أصدقاؤهم أو حلفاؤهم السياسيون، حتى ولو أخطئوا أحيانا.

وهذا أمر شائع ليس لدينا فقط وإنما في العالم كله.. وربما ذلك ما قصده من صاغوا المثل الشعبى الشهير: "حبيبك يبلع لك الزلط وعدوك يتمنى لك الغلط".. وبالتالى فرصة الموضوعية ضعيفة وقليلة.. ولعلنا نعبر عن ذلك بانتقاداتنا لسياسة المعايير المزدوجة، ولتعارض السلوك مع المبادئ المعلنة.

غير أن ذلك عادة ما يؤدى إلى حدوث كوارث وارتكاب أخطاء وخطايا سياسية عادة.. وأبرز مثال على ذلك ما فعله البعض ممن ينتمون للنخبة السياسية في بلادنا عندما دعموا وأيدوا الإخوان للوصول إلى الحكم، رغم أن ذلك يتعارض مع ما يتبنونه من أفكار وقيم سياسية، أو رغم أن ذلك يلحق الأذى والضرر بهم أساسا.

وهكذا بينما الموضوعية تحمى وتصون من يتمسك بها من الوقوع في أخطاء فادحة، فإن الأهواء السياسية بلا موضوعية تؤدى إلى حدوث كوارث وطنية وليست شخصية فقط.