لا تتسرعوا بالتصفيق!
عندما انتهت الانتخابات الرئاسية الأمريكية وأعلن فوز ترامب كتبت أنبه ألا نفرط في الفرحة، لأننا إزاء رئيس جديد لأمريكا لا يمكن التنبوء بما سوف يفعله، وأنه قد يتخذ قرارات أو تصرفات صادمة لنا، وقد حدث بالفعل ذلك عندما اعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية إليها، وشرع في تصفية القضية الفلسطينية خطوة وراء أخرى، ويسعى الآن لتوريطنا في حلف عسكري لمواجهة إيران.
وقبل ذلك ببضعة سنوات كتبت محذرا أيضا من الإفراط في التفاؤل، بعد الكلمة التي وجهها الرئيس الأمريكى السابق الديمقراطي أوباما في جامعة القاهرة، والتي أسكرت البعض منا، رغم أنها كانت نقلة كبيرة في سياسة عزل الأنظمة السياسية في منطقتنا، وتمكين الإخوان من حكم عدد من بلداننا ومنها مصر، وهى السياسة التي بدا تنفيذها سلفه الجمهورى "بوش" الابن.
واليوم أعود لأكتب منبها ألا نتسرع سواء للتصفيق أو حتى للصفير لوزير الخارجية الأمريكى بعد الكلمة التي ألقاها في الجامعة الأمريكية بالقاهرة خلال زيارته الأخيرة لنا ضمن جولة عربية.. فقد تعودنا أن المسئولين الأمريكيين يتحدثون عن أمور ويفعلون أمورا أخرى مختلفة..
لقد انتقد سياسات أوباما تجاه المنطقة، وأعلن أن أمريكا ترامب لا تتخلى عن حلفائها وأصدقائها، وأنها توقفت عن سياسات الإطاحة بالأنظمة السياسية، ومع ذلك فنحن نتابع تدخلات أمريكية في أنحاء شتى بمنطقتنا وضغوط متنوعة مازالت تقوم بها الإدارة الأمريكية الحالية، وانتهاكها سياسات تتعارض مع مصالح دولتها الوطنية..
ولذلك لا يجب أن نصدق مجرد كلمات تقال لا تترجم إلى أفعال أو وعود تطلق لا تنفذ.. إن السادة المسئولين في أمريكا سواء كانوا ينتمون إلى الجمهوريين أو الديمقراطيين ينطبق عليهم وصف: أسمع كلامك يعجبنى... أرى أعمالك أستعجب!