«النحت على قديمه».. هل تعمد فريد شوقي تقليد عبد الحليم حافظ؟ (فيديو)
لم تكن ظاهرة تقليد قصة أو مشاهد أو ما يسمى في عالم السينما والدراما «النحت» ظاهرة مستحدثة في الآونة الأخيرة رغم انتشارها وبكثرة في أكثر من عمل فني، فقد تجد فنانًا يكرر نفسه في أكثر من عمل سواء من حيث القصة أو الشخصية أو حتى اللازمة في الأداء، وفي أعمال أخرى تجد مشاهد كاملة مكررة بين عمل وآخر.
فظاهرة النحت تبدو وكأنها ملازمة للأعمال الفنية، حتى إنها ترجع لفترة الستينيات، ومن قبلها أيضًا؛ فهناك أفلام سينمائية تكررت بالقصة نفسها وأحيانًا طاقم العمل نفسه، ولكن هذه الأعمال قبل ظهورها للجمهور يقوم القائمون على العمل بالتنويه لذلك التشابه، ولكن أن تجد مشهدا بأكمله مكررا في عملين فنيين مختلفي القصة والزمن، فهذا ما يطلق عليه «النحت».
ففي فيلم «ليالي الحب»، للعندليب الأسمر عبد الحليم حافظ، الذي أنتج عام 1955، المشهد الكوميدي الشهير في نهاية الفيلم حينما يتنكر أحمد ممتاز، الذي يجسد شخصيته عبد الحليم حافظ، في شخصية المأذون لكي يتمكن من الزواج من محبوبته سامية التي تقوم بدورها (آمال فريد)، ويفوز بها على غريمه المشابه له في الاسم أحمد ممتاز شركس (صلاح نظمي)، حينما يصر الأخير على إحضار المأذون للزواج عنوة من سامية.
ويتنكر حليم في شخصية المأذون، وحينما يذهب صلاح نظمي لإحضار العروس، يحضر المأذون الحقيقي (شفيق أحمد)، ويقابل المأذون المزيف (عبد الحليم حافظ)، ويقوم الأخير بإقناع المأذون المزيف بأن العريس مجنون ويظن أن العروس اسمها (خيرية)، ثم يذهب حليم ويختبئ وعند مجيء العريس في البداية لم يلحظ فرق الحجم والشكل إلا بعد محادثة طويلة مع المأذون، وبعدها يظن أنه غريمه، ليفر المأذون الحقيقي هاربًا خوفًا من المجنون، ليظهر حليم مدعيًا ضربه من المأذون الحقيقي وتتوالى المفارقات في المشهد حتى يتم زواج الحبيبين.
وفي عام 1964 أي بعد 9 أعوام يتم إنتاج فيلم (مطلوب زوجة فورًا) من بطولة فريد شوقي (حلمي)، ليلي طاهر (سعاد)، ومحمود المليجي (مرزوق السلحدار)، ليتكرر المشهد نفسه، فحينما يقع حلمي في حب سعاد التي تبادله الشعور ذاته رغم خطبتها في الوقت نفسه لـ(مرزوق السلحدار)، وبالأداء ذاته يتنكر حلمي في زي مأذون مزيف، ويتكرر السيناريو نفسه، حتى إن حلمي يقنع المأذون الحقيقي، بأن العريس (مرزوق السلحدار) مجنون ويظن أن عروسه اسمها (خيرية) أيضًا، وتتوالى الأحداث والمفارقات الكوميدية في المشهد، ويتزوج حلمي من سعاد.
جدير بالذكر أن فيلم ليالي الحب، أنتج سنة 1955، ويقوم ببطولته عبد الحليم حافظ (أحمد ممتاز)، آمال فريد (سامية)، عبد السلام النابلسي (شمس الأصيل)، صلاح نظمي (أحمد ممتاز شركس).
وتدور أحداث الفيلم حول أحمد ممتاز الموظف البسيط الذي يبتكر نوعًا من القماش لا يحترق، يعرض ابتكاره على رئيسه المباشر الذي يعرضه بدوره على من هو أعلى منه حتى يصل إلى المدير العام، وينسبه كل منهم إلى نفسه، يذهب للقاء المدير العام في بيته مع زميله، ويصادف وجود حفل تنكري.
ويتعرف على ابنة المدير معتقدًا أنها الخادمة، يتحابان، وتتصور أنه المليونير لتشابه اسمه مع مليونير بالاسم نفسه أحمد ممتاز، ويظهر المليونير الحقيقى الذي يتقدم لخطبة الفتاة، ويكتشف المدير الحقيقة، ويحاول أحمد أن يثبت للمدير أنه صاحب الاختراع وتدور مجابهة بين الموظف والمليونير، تنتهى لصالح أحمد، الذي يتزوج من حبيبته بعد أن عرف المدير بأمر حقيقة الاختراع.
وفيلم مطلوب زوجة فورًا، أنتج عام 1964، من بطولة فريد شوقي (حلمي)، ليلى طاهر (سعاد)، محمود المليجي (مرزوق السلحدار)، والضيف أحمد (عثمان الخدام).
وتدور أحداث الفيلم حول حلمى الـ«دون جوان» الغني الذي تسعى النساء إليه وفى يوم ضاعت ثروته في أحد السباقات وبدأ الدائنون يطالبون بأموالهم ولم يتبق مع خادمه عثمان شيء ليعطيه له، فقرر حلمى بك البحث عن وظيفة وبيع منزله لمرزوق السلحدار وخطيبته سعاد خاصة بعد أن قرأ إعلانا عن وظيفة فتقدم إليها العديد من المتقدمين، إلا أن صديقًا له ساعده حيث أخبره المدير أن الوظيفة بمرتب 30 جنيها في أسوان بشرط أن يكون الموظف متزوجًا.
اعتقد حلمى بك أن هذا الشرط سهل، خاصة وأن العديد من النساء يتمنون الزواج منه فذهب إلى "وزه" لكنها رفضت الزواج منه بعد أن علمت بضياع ثروته، وذهب إلى سناء وكريمة وعزيزة دون فائدة حتى الخاطبة لم تستطع مساعدته.
حاول عثمان (خادم حلمى) صرف مرزوق وسعاد عن الشقة فأخبرهما أنها مسكونة وفى الوقت نفسه الذي علمت فيه وزة بأن حلمى ما زال يمتلك ثمن الشقة، ذهبت إليه حيث قابلت مرزوق (مهرب المخدرات) وتقربت منه.
في الوقت نفسه بدأت سعاد ترتاب في خطيبها فتركته ووافقت على خطبة حلمى لها حيث أعجب بجمالها وبدأت تستعد هي وحلمى للحفل.
يفاجأ حلمى بصديقاته القديمات يدخلن عليه ويعلن موافقتهن على الزواج منه حيث ورث حلمى ثروة هائلة تقدر بـ 200 ألف جنيه.