«تشاد في المقدمة».. نتنياهو يطلق حملته الانتخابية بجولة أفريقية
في الوقت الذي يدور فيه صراع حامي الوطيس بين الأقطاب اليمينية في إسرائيل للتحضير للانتخابات الإسرائيلية المقبلة، يحاول رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو تحسين وجهه القبيح عبر تعزيز العلاقات الخارجية لإسرائيل، والتي كان آخرها الإعلان عن زيارة تشاد، وذلك حتى يحصل على نقاط لدى جمهور الناخبين يعزز فرص تحقيق رغبته في تشكيل الحكومة الإسرائيلية المقبلة من جهة، ولتعزيز العلاقات مع تشاد لما لها من أهمية بالنسبة لإسرائيل من جهة أخرى.
تطبيع العلاقات
سيتوجه نتنياهو إلى تشاد قبل الانتخابات لأول مرة كجزء من استئناف تجديد العلاقات بين البلدين.
وقال الإعلام الإسرائيلي إن نتنياهو ينوي زيارة دولة تشاد قبل انتخابات أبريل المقبل.
اختراق القارة السمراء
وضع إسرائيل أفريقيا نصب أعينها منذ عقود، وتشاد دولة تقع في وسط القارة الأفريقية؛ لذلك فإن التطبيع معها أمر في غاية الأهمية بالنسبة لإسرائيل، وهو جزء من اختراق القارة السمراء.
وتأتي هذه المحاولات بعد قطيعة دامت لعقود، حيث استأنفت العلاقات بعد 64 عاما من انقطاعها، وذلك في ختام زيارة مفاجئة للرئيس التشادي إدريس ديبي إلى إسرائيل مؤخرًا استغرقت يومين، واجتمع في القدس وناقش مع نتنياهو التهديدات المشتركة، كما بحثا سبل التعاون في مجالات الزراعة والطاقة الشمسية والأمن المائي والصحة.
التقدم في العلاقات مع تشاد يعتبر بالنسبة لـ"نتنياهو" مثالا على قدرة إسرائيل على تحقيق انتصارات دبلوماسية في أفريقيا والشرق الأوسط؛ لذا يتمسك بشدة بتعزيز العلاقات مع تشاد.
فريق إسرائيلي
وقال الإعلام الإسرائيلي اليوم الجمعة، إن مصدرا قريبا من رئيس تشاد كشف النقاب عن وجود فريق إسرائيلي في نجامينا للإعداد لزيارة نتنياهو.
وفي حديث خاص مع قناة إسرائيلية، قال الرئيس التشادي إدريس ديبي خلال زيارته إسرائيل في نوفمبر الماضي، إن تطبيع العلاقات مع إسرائيل سيتم، مضيفًا: "أعلنت عن تحديث العلاقات الدبلوماسية بين تشاد وإسرائيل"، مشيرًا إلى استعداد بلاده المساهمة في تحديث العلاقات بين إسرائيل والسودان والتوسط بينهما.
موازنة تعزيز العلاقات
وفي إطار تعزيز التعاون، أعلنت إسرائيل عن تخصيص موازنة قدرها 13 مليون دولار (11.7 مليون يورو) لتعزيز العلاقات الاقتصادية والتعاون مع الدول الأفريقية.
وتضع إسرائيل في الحسبان أن الجيش التشادي أحد أقوى الجيوش في المنطقة، ولعب دورا محوريا في الجهود التي يدعمها الغرب للقضاء على المتشددين، بما في ذلك جماعات مرتبطة بالقاعدة وبوكو حرام النيجيرية المرتبطة بتنظيم "داعش".
وفي عام 2016 أعلن بنيامين نتنياهو، بعدما أشار لتطبيع العلاقات مع غينيا، البلد الآخر في غرب أفريقيا حيث الغالبية المسلمة، وبعد قطيعة لـ49 سنة، إن "بلدا أفريقيا آخر سيستأنف قريبًا علاقاته الدبلوماسية مع إسرائيل".
يشار إلى أن إسرائيل أقامت علاقات دبلوماسية مع تشاد خلال ستينيات القرن الماضي، وذلك كجزء من جهود إسرائيل للاقتراب أكثر من القارة الأفريقية، وتنظر تل أبيب إلى العلاقات الثنائية مع هذه الدولة ذات الغالبية المسلمة على أنه من شأنه ألا يصبغ الصراع العربي الإسرائيلي صبغة دينية بين الدولة العبرية والعالم الإسلامي.
وتركزت الأنشطة الرئيسية لإسرائيل في تشاد، على غرار العديد من الدول الأفريقية، على تدريب قوات الأمن والشرطة في البلاد، بما في ذلك تدريب الشباب، والمشاة وكتائب الشباب.
وكانت تشاد واحدة من البلدان الأفريقية الثلاثين، التي قطعت علاقاتها مع إسرائيل في أوائل السبعينيات، لكن على الرغم من تجميد العلاقات الدبلوماسية الرسمية، واصل الخبراء الإسرائيليون الاتصال مع حكومة تشاد بالمسائل ذات الطابع الأمني العسكري خاصة في الثمانينيات، على خلفية الحرب الأهلية التي هزت البلاد.