«عبده» يدفع حياته ثمنا لـ«لقمة العيش» بعد العمل 20 عاما في الغربة (فيديو)
شهدت قرية السكري، التابعة لمركز مطوبس بكفر الشيخ، مأساة جديدة لأحد ضحايا "لقمة العيش" وهو "عبده أبو هيكل" صاحب الـ ٤٦ عاما، والذي ترك وراءه ٦ بنات، لا يعلمون شيئا سوى أن والدهم توفي في الغربة، وبدلا من انتظارهم عودته لإتمام زواج ابنته الكبرى، أصبحوا ينتظرون دخول جثمانه عليهم بين الحين والآخر.
ويقول، محمود أبو هيكل، شقيق المتوفى: "أخي كان يعمل في الأردن منذ ما يقرب من ٢٠ سنة بإحدى الكافتيريات هناك، وكان بالكاد يوفر قوت أولاده في مصر ومصاريف تعليمهم، وطوال سنوات الغربة لم يتمكن من ادخار أي أموال وكان دائما يقول: المهم العيال تلاقي تاكل وتتعلم".
وتابع، محمود: "أخي عبده رحمه الله، كان يعمل قبل سفره في صناعة الأقفاص، ولكن هذه الصنعة أموالها بسيطة للغاية ولا يمكنها الإنفاق على بيت وتربية أبناء، ولذلك اتجه أخي للسفر للأردن للعمل بإحدى الكافتيريات، حيث إنه كان يقوم بتوزيع المشروبات على المحال المحيطة وخلال توصيله لأحد الطلبات توفي خلال سقوط الأسانسير عليه، وتعيش بناته حالة من الانهيار الكامل عقب سماعهم خبر وفاة والدهم، خاصة ابنته الكبرى والتي كان من المقرر زواجها بعد شهرين ولم يمهله القدر حتى يراها بفستان عرسها".
وأضاف: "لن نقول سوى حسبي الله ونعم الوكيل.. أصبحنا الآن في انتظار مجيء أخي داخل نعش بلا ثمن ودون محاسبة".
وقال محمد أبو هيكل، ابن عم المتوفى: "أولاد المرحوم جميعهم صغار، ووالدتهم ربة منزل، ولم يكن لهم أي عائل في الحياة سوي والدهم، الذي راح ضحية لقمة العيش، كغيره من أهل قريتنا الذين راحوا هم أيضا بحثا عن لقمة العيش، ووزارة الهجرة والخارجية المصرية لا يحركون ساكنا".
وأضاف: "المصري في أي دولة مهان في حياته، ومن يتوفى هناك يتم شحنه لأهله كأن ليس له قيمه، وأيضا المصريين في الأردن هم من تكاتفوا لإعادة الجثمان لمصر، وسعوا لسرعة إنهاء الأوراق الخاصة بالمرحوم، ونناشد محافظ كفر الشيخ، بتوفير معاش ليكون دخلا لهؤلاء البنات الصغار بعد وفاة عائلهم الوحيد".