زيف ديمقراطي
بطريقة درامية ومسرحية أنهى ترامب جلسة مفاوضاته الأخيرة مع وفد مجلس النواب الديمقراطي حول أزمة الإغلاق الجزئي للحكومة الأمريكية، بسبب رفض المجلس الذي يسيطر عليه الديمقراطيون اعتماد الموازنة الجديدة لتضمنها مبلغ خمسة مليارات دولار لبناء جدار مع المكسيك. فعندما تيقن ترامب من رئيسة المجلس "بيلوسي" أنه لن يتم الموافقة على تمويل هذا الجدار أوقف المفاوضات وخرج من غرفة الاجتماع، معتبرا أن ذلك إضاعة وتبديد للوقت.
وبتوقف المفاوضات بين ترامب والديمقراطيين الذين يسيطرون على مجلس النواب، لا يستبعد محللون أن يلجأ الرئيس الأمريكي إلى تنفيذ تهديداته السابقة بإعلان حالة الطوارئ في أمريكا، وهو ما سيمنحه سلطات واسعة تتيح له اعتماد التمويل الذي يبغيه لبناء جدار المكسيك، مع إنهاء حالة الإغلاق الجزئي التي تشل السلطات الفيدرالية وتؤذي العاملين فيها وأصحاب المعاشات.
لكن في المقابل لا يستبعد هؤلاء المحللون أن ينقل الديمقراطيون وقتها الصراع إلى ساحة القضاء للطعن في أي قرار يتخذه ترامب بإعلان حالة الطوارئ، على غرار ما حدث مع قرار ترامب في بداية حكمه بحظر الهجرة الخارجية لأمريكا وطرد المهاجرين منها،
وهكذا الصراع بين ترامب والديمقراطيين يتصاعد ويتسع، خاصة مع اقتراب إجراء الانتخابات الرئاسية في أمريكا.
وحتى إجراء هذه الانتخابات ستشهد أمريكا الكثير من المشاهد الحادة، سواء للرئيس ترامب وأنصاره أو للديمقراطيين الذين سوف يستثمرون سيطرتهم على مجلس النواب إلى آخر مدى ممكن.. وقد يقول قائل هكذا هي الديمقراطية، ولكن في حقيقة الأمر هذا الصراع يكشف زيف الادعاءات الديمقراطية، فعندما يهدد رئيس بفرض حالة الطوارئ في بلاده ليس لمواجهة خطر تتعرض له ويهدد أمنها القومي، وإنما لفرض إرادته الشخصية فأين هي إذن الديمقراطية؟!