غادة عجمي والبرلمان و«إخوان الأزهر»!
النائبة غادة عجمي تقدمت أمس بطلب إحاطة إلى رئيس الحكومة تطلب وبشكل عاجل مناقشة عدد من المناهج المقررة بجامعة الأزهر.. ووصفتها بأنها "تمجد في شخصيات إخوانية تدعم التطرف والإرهاب"!، ووصفتها أيضا بـ"تتضمن مضامين إخوانية وتمجد شخصيات صدر بشأنها أحكام قضائية بالانضمام إلى جماعات إرهابية وتهديد الأمن والاستقرار في الدولة المصرية"!
لكن أخطر ما وصفت به غادة عجمي سبب طلبها العاجل "الأمر يتناقض مع خطوات الدولة في مواجهة الفكر المتطرف موضحة أنه لا يجوز بأي حال تدريس مناهج تدعو إلى الإرهاب أو قام بتأليفها قيادات لعناصر إرهابية تضر الدولة المصرية وتستهدف خرابها"!
لم تتوقف عجمي عند ذلك بل رصدت طبقا لتقرير للزميل محمد حسني بـ "فيتو" ونشره أمس تضمن كتبا رصدتها بعناوينها وأسماء أصحابها وفقرات منها.. منها مثلا كتاب "الدعوة الإسلامية في العصر الحديث" تأليف الدكتور بكر زكي عوض ويعمل أستاذ لمادة الدعوة والثقافة الإسلامية المتفرغ بكلية أصول الدين، حيث تناول جماعة الإخوان بمدح تاريخهم، كما هاجم الزعيم جمال عبد الناصر، وكذلك عدد من قيادات الدولة والأزهر الذين وقفوا ضد الفكر الإخواني...
ومنها أيضا "مناهج الدعوة" بكليات أصول الدين الذي قام بتأليف جزء كبير منه الدكتور يسري محمد هاني أحد أقطاب الإخوان وقد كان نائبا عنهم بمجلس الشعب لدورتين متتاليتين.. ومنها كذلك كتاب "النظم الإسلامية" المقرر بكليات أصول الدين تأليف كل من الدكتور مصطفى سمك والدكتور حسن عبد الرءوف والدكتور أحمد حسن غنيم، حيث نقل الكتاب مضمونا من كتاب "في ظلال القرآن" لسيد قطب وبه دعوات لتكفير المجتمع! وغيرها وغيرها!
بالطبع عدد أساتذة جامعة الأزهر كبير ووارد أن يؤلف بعض الأساتذة كتبا ويفرضون مقررات خارج السياق العام لأمنيات ورغبات وأولويات الشعب المصري بل ولباقي أساتذة الأزهر أنفسهم.. فلا وصاية -كما هو معروف- على أساتذة الجامعة ولا صدر أي قرار حاسم يستبعد الأساتذة المنتمين للجماعة من التدريس..
لكن هذا يؤكد أن خللا ما في مشهد المعركة مع الإرهاب والتطرف إذ تواجه الأجهزة المعنية الإرهابيين من جانب ويقدمون الشهداء والدماء الغالية كل يوم بينما مصادر التطرف تعمل كما هي تقدم أجيالا جديدة تؤمن بالأفكار نفسها إلى تؤدي إلى التكفير.. كما تبدو ملاحظة أخرى وهي استمرار بعض الأساتذة في استكمال أكاذيب الإخوان وافتراءاتهم وتزييفهم لوعي أجيال كاملة وخصوصا في مواجهة من تصدي لهم.. ولو ترك الأمر لتكرر في المستقبل مع الرئيس السيسي ما حدث ويحدث مع جمال عبد الناصر!
نقف أمام خيارين لا ثالث لهما.. إما أن نواجه الإرهاب بكل صوره واشكاله ومصادره.. أو نفضها سيرة!