إقرار الذمة المالية وممثل للجماهير داخل إدارات الأندية
سبق أن كتبت أكثر من مرة عن ضرورة وضع بند واضح وصريح في القوانين واللوائح المتعلقة بمجلس إدارات الاتحادات والأندية، يقضي بضرورة تقديم إقرار الذمة المالية لأي عضو مجلس إدارة ينجح في الانتخابات قبل جلوسه على الكرسي، على اعتبار أن هذا العمل تطوعي، وهناك من تربح بشكل مبالغ فيه من هذا التطوع الوهمي، فإقرار الذمة المالية من وجهة نظري أهم من أي شرط آخر.
واليوم يتولد في خاطري فكرة جديدة بخصوص تشكيل مجالس إدارات الأندية على وجه الخصوص وتحديدا الأندية الجماهيرية، وتتمثل في ضرورة أن يكون هناك داخل مجالس هذه الأندية ممثل عن الجماهير، حتى لو لم يكن عضوا بالنادي، وحتى لو كان وجوده في المجلس استشاري، وذلك لكي يكون بمثابة حلقة وصل أو حتى للتعبير عن نبض الجماهير داخل المجلس.
هذا الاقتراح تولد عندي بسبب قناعتي التامة بأن الجماهير المنتمية للأندية هي الأكثر إخلاصا، وهي التي لا تسعى إلى مصلحة، وتتحمل الكثير والكثير من أجل رفعة ناديها، بل وهي التي تتعرض للخسائر المادية والمعنوية مقابل حبها وإخلاصها لناديها.
أيضا هذا الاقتراح نابع من تواصل مجالس إدارات الأندية غير المعلن مع قيادات الجماهير من أجل تحقيق أهداف في ظاهرها لمصلحة الأندية، ولكن باطنها لمصلحة مجلس الإدارات، خاصة في ظل التأثير الكبير الذي تقوم به الجماهير على مواقع التواصل الاجتماعي، وقدرتها على توجيه مجالس إدارات الأندية في الكثير من القرارات.. إذن لماذا لا تكون الجماهير ممثلة داخل مجالس الإدارات حتى لو كان رأيها استشاري، بدلا من هذا الصراع المعلن وغير المعلن.
ومثلما أقرت الأندية، وفقا لقانون الرياضة الجديد، لوائحها الداخلية بشكل منفصل.. من الممكن أن تعدل هذه اللوائح في الجمعيات العمومية بحيث يضاف بند تمثيل الجماهير داخل مجالس الإدارة بشكل أو آخر، بحيث يكون الهدف الأساسي من هذا الموضوع هو التعبير عن نبض ورأي الجماهير داخل مجالس الإدارات بشكل رسمي ومعلن، بدلا من عملية الاستقطاب التي تتم في الخفاء لعدد كبير من قيادات الجماهير لتحقيق أهداف مجالس الإدارات فقط بعيدا عن المصلحة العامة.
وربما يكون هذا الاقتراح لو تحقق بمثابة تأكيد واضح بأن الأندية ليست ملكا لأعضائها فقط، ولكن أيضا للجماهير.. فالجماهير بكل تأكيد هي أكثر من الأعضاء؛ لذا وجب أن يكون لها رأي رسمي داخل مجالس الإدارات.
وأخيرا.. مثلما تخوف الكثيرون من وضع بند إقرار الذمة المالية في شروط الترشح لمجالس الإدارات في أي مؤسسة رياضية، سيتخوف أيضا الكثيرون من وجود ممثل للجماهير داخل مجالس الإدارات؛ لأن الباحثين عن المصلحة العامة أصبحوا قليلين، وهم استثناء في زمن أصبحت فيه القاعدة هي البحث عن المصالح الشخصية.