حصار وإذلال.. ترامب يعيش «لحظات صعبة» في مشواره السياسي
تزامنًا مع بداية العام الميلادي الجديد 2019، بدأ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في مواجهة أصعب مراحل حياته الرئاسية، والتي من المقرر أن تستمر لوقت غير معلوم، بسبب الشلل الحكومي الذي يسيطر على الولايات المتحدة، دون طرح أي حلول في الأفق.
بدأ الديمقراطيون وهم خصوم "ترامب" داخل الكونجرس، في إطباق الحصار عليه، والتمسك بكلمتهم الفاصلة في جدار الحدود، ما تسبب في إزعاجه قبل الدخول في سباق الانتخابات الرئاسية التمهيدية، ومن المقرر أن يواجه ترامب ضغوطًا لمعرفة خصمه الطامح إلى خلافته بعد أقل من عشرين شهرا.
الضغط على ترامب لن يقف عند حدود المشاريع، فنواب الحزب الديمقراطي سيعملون على الاستفادة من الكابوس الأول للبيت الأبيض المتمثل في تحقيق روبرت مولر إلى أقصى حد لزعزعة الرئيس، وتقويض رئاسته سعيا لإسقاطه بالضربة القاضية في نوفمبر 2020، كما أنهم سيتسببون دون أي شك في ازعاج كبير لترامب، قد يصل حد عجزه عن تمرير أجندته التشريعية.
الجنرال ستانلي ماكريستال، القائد السابق للقوات الأمريكية في أفغانستان، شن هو الآخر هجومًا لاذعًا ضد ترامب، مؤكدا أنه لا يشرفه العمل في إدارته، لأنه "بلا أخلاق"، ويرغب في العمل مع أناس لا يتحلون بالأمانة، مشددا على أن لايشرفه العمل مع ترامب تحديدًا.
المرشح الجمهوري السابق للرئاسة الأمريكية وعضو مجلس الشيوخ وحاكم ماساتشوستس الأسبق، ميت رومني دخل سباق الهجوم على ترامب، وشن هجوما لاذعا ضده قائلا: "رئيس فاشل تسبب في نشر حالة من الفزع في الناس في جميع أنحاء العالم".
وتابع: "مع الأمة المنقسمة والمضطربة والغاضبة حاليًا، لا يمكن الاستغناء عن قيادة رئاسية تتمتع بصفات الشخصية البارعة، وهذا غير موجود في الرئيس الأمريكي الحالي".
الأزمات انعكست على أداء ترامب، وخلال اجتماع له مع فريقه الحكومي أبدى استعداده للتفاوض مع إيران، ولكنه قال: إن طهران غير جاهزة حاليا، مضيفا أنها كانت تريد السيطرة على منطقة الشرق الأوسط بالكامل وتدمير إسرائيل.
وتابع: "إن الولايات المتحدة ستتفاوض مع طهران عندما تكون جاهزة، مضيفا أنها تغيرت كثيرا منذ وصوله للبيت الأبيض، وأن قوتها تراجعت بفضل سياسته".
كان الرئيس الأمريكي دعا في بداية العام الحزبين الجمهوري والديمقراطي لاجتماع في البيت الأبيض بشأن أمن الحدود، مشيرا إلى رغبته في "التوصل إلى اتفاق" لإنهاء الإغلاق الحكومي الجزئي.
اللقاء كان أول إشارة على إجراء مفاوضات لكسر الجمود الراهن، الذي تسبب في إغلاق بعض وزارات ووكالات الحكومة الاتحادية، لكن الديمقراطيين يعتزمون الموافقة على مشروع قرار إنهاء إغلاق الحكومة، دون تمويل الجدار الحدودي مع المكسيك في أول تحرك لهم، بعد أن دانت لهم السيطرة في مجلس النواب الأمريكي، وذلك سعيا لتحميل الرئيس دونالد ترامب والجمهوريين مسئولية الإغلاق الذي دخل يومه الثالث عشر.
وفي الحزب الجمهوري، أصبح كبار المسؤولين فيه يخشون من تحول اسمه إلى الحزب الترامبي، بجانب ذلك يخشى ترامب من المرشح السابق للولايات المتحدة، ميت رومني فوجود شخص بحجمه داخل العاصمة واشنطن، سيسبب له متاعب كبيرة، قد تكون بدايتها توحد المعارضين المشتتين حاليا خلفه، وأبرزهم جيف فلايك، بوب كوركر، جون كاسيتش، في ظل تمتع رومني بسمعة جيدة، والأهم امتلاكه شعبية كبيرة على مستوى البلاد.