عنبر رؤساء الأحياء!
رئيس جديد لأحد الأحياء المهمة بالقاهرة الكبرى ينضم إلى قائمة المقبوض عليهم بتحريات وإجراءات من الرقابة الإدارية، لينضم إلى زملائه ممن سبقوه بذات التهمة - الرشوة- وقبضت عليهم ذات الهيئة بذات الطريقة ويصل عددهم إلى 6 رؤساء أحياء بالقاهرة الكبرى وحدها!
لن نكرر ما نعرفه وتعرفونه من أهمية حي مصر القديمة وما به من أعمال لما به من آثار إسلامية قبطية وما به من أعمال كأغلب أحياء القاهرة.. ولن نكرر ثوابتنا في التناول أن المتهم بريء حتى تثبت إدانته، لكن أيضا كل اجراءات الرقابة الإدارية تتم بالصوت والصورة إنما نتوقف عند عدد من الملاحظات، وهي سقوط هذا العدد الكبير بذات الطريقة، على ذات التهم يعكس إصرارا من الدولة على مكافحة الفساد إلى أقصى درجة ممكنة مهما قيل عن فساد الجهاز الإداري للدولة..
ويبرز ذلك أيضا حجم الفساد الموجود الممتد بالحركة الذاتية من عصور سابقة تحول الفساد فيها إلى أصل بما دفع زكريا عزمي وقتها ليصفه بالمحليات بأنه "وصل للركب"!، ولم يفعل عزمي ولا حكومته ولا نظامه ولا رئيسه شيئا لمحاربته اللهم إلا منظرة بالبرلمان لا أكثر ولا أقل!
الواقعة مع الوقائع تعكس أيضا عيبا في اختيار القيادات يجب البحث له عن حل.. صحيح يمكن لمافيا الفساد إفساد كل من يجلس على مقعد المسئول نظرا لتشعبها بل وضغوطها إلى حد الترويج لما كان في السابق بأن "الشريف لن يستمر"، وهذه المافيا تخوض معها الأجهزة بالفعل معركة كبيرة لكن يبدو أنها أشرس مما تخيلنا بما يستلزم تغيير القوانين والتشريعات لمزيد من الصرامة والردع!
لم نتحدث عن إنجازات الرقابة الإدارية في أي وسيلة إعلامية ولا بأي مناسبة إلا وتحدثنا عن حيثية المقبوض عليهم، وكنا قبل فترة نتباهى بأن القاهرة مقبوض على أحد رؤساء الأحياء المهمة ثم تحول حديثنا إلى أنهما اثنان وبعد فترة أصبحوا ثلاثة حتى وصلنا الآن إلى ستة رؤساء لأحياء مهمة، يمكن أن يسعهم عنبر خاص بهم ينضمون إلى وزير ومحافظ ونائب محافظ وغيرهم وغيرهم.. وهو ما يؤكد أن استهداف الصحافة والإعلام للفساد والإهمال أكبر وأشرف عمل ودعم يمكن تقديمهما لشعبنا وللدولة المصرية وللأجهزة الوطنية الرقابية الشريفة وللرئيس السيسي نفسه!