رئيس التحرير
عصام كامل

دروس 2018 !


لكل منا دروسه المستفادة من عام مضى وكل عام يمضي.. وليس مهما أن يراجع الإنسان نفسه ليرجع عن مواقف وأفكار.. بل نرى ذلك فعلا إيجابيا يعود بصاحبه إلى الحق وهذا يعني ضمنا اعتراف بخطأ ما.. المهم أن يكون التراجع والمراجعات لأسباب عامة وموضوعية وليس لأسباب خاصة ومكاسب شخصية، ولذلك نندهش من معايرة البعض لأنهم بدلوا أفكارهم بدلا من تحيتهم لشجاعتهم طالما أن الأمر كله لله وللوطن!


الصورة السابقة من المشاهد التي نتمنى أن لا نراها في العام الجديد الذي نتمناه سعيدا على مصر وشعبها وشعبنا العربي في كل مكان.. لكن وبالمبدأ السابق علينا أن نعترف ورغم أي جهد بالتقصير في فتح ملف تجديد الخطاب الديني ونعتقد أنه أخطر الملفات على الساحة المصرية لاتصاله المباشر بكل الملفات الأخرى.

ونعترف بتقصيرنا بالتصدي لبعض الأفكار الضالة المضلة.. فكما هناك منحرفون بتفسير وفهم دين الله العزيز الحكيم هناك من انحرفوا بقضايا الوطن.. ضلوا وأضلوا ولا هم لهم ولكتاباتهم وحواراتهم التليفزيونية والإذاعية إلا لضرب ثوابت الشعب المصري.. طعنا في قادة، وطعنا في لحظات خالدة وعظيمة في عمر الوطن.

بعضهم يمجد بلا أي خجل في عصر الاحتلال البريطاني ولو في بلد آخر لتم سجنه على الفور!، وبعضهم يطعن بلا خجل أيضا في أول مصري يلتحق بالجيش الحديث، وأول من قال "مصر للمصريين" وأول من دفع الثمن لذلك.. أحمد عرابي العظيم!

والمؤسف أن من يطعنون فيه هم من يطعنون - أو يحاولون- في كل فعل إيجابي لأبناء الجيش العظيم.. وربما كانت ثورة يوليو الأبرز على الإطلاق لحجم الأثر على مصر والعالم.. ولو كان هؤلاء في بلاد أخرى لتمت محاكمتهم على الفور!

ونعترف بالتقصير تجاه من باعوا ثروة الشعب المصري بثمن بخس دولارات معدودات في تصفية ممتلكاتنا بما سمي بالخصخصة.. ولم يكن يصح فضح صفقة أو أكثر بأثر رجعي وكفي.. وإنما كان ينبغي أن يطول القصف كل من حمي هؤلاء وتعاطف معهم وبرر لهم وقبض منهم وعاش على حرامهم!.. بعض الأقلام المسمومة لا تقل عن الصفقات المسمومة أيضا!
كثيرة هي الاعترافات.. كثيرة هي أعباء 2019.. بإذن الله!
كل عام ومصرنا وكل القراء الأعزاء بكل خير وسلام.
الجريدة الرسمية