رئيس التحرير
عصام كامل

عمل سياسي بالدرجة الأولى!


صحيح أن الرئيس السيسي يسابق الزمن، ويقود إصلاحات اقتصادية وسياسية واجتماعية لم تحدث من قبل، بالإضافة إلى ميكنة الخدمات الحكومية، وتعزيز المحتوى الرقمي، وتوطين التكنولوجيا حتى ينتهي الروتين، وتجف روافد الفساد، وينتهي عذاب المواطن مع موظفي الحكومة..


لكن النجاح المأمول في ذلك الطريق المبشر الذي قطعنا فيه شوطًا كبيرًا يحتاج قطعًا إلى مسئولين ذوي حس سياسي، يدركون مقتضيات المسئولية السياسية وحدودها في حركاتهم وسكناتهم؛ في تصريحاتهم أو تجاهلهم لما ينتشر حولهم من شائعات وأكاذيب، لم تجد من يتصدى لها في وقتها بالحجج والبراهين، حتى كاد الناس يصدقونها ويقعون أسرى لها..

وهنا نحتاج إلى مسئولين يضعون نصب أعينهم فكر الرئيس وحجم طموحاته في كل عمل ومشروع وإنجاز، وكل ملف يجرى اقتحامه سواء في مجال الصحة أو التعليم أو الفكر الديني أو الإعلام والاقتصاد والزراعة والصناعة.. فتلك الملفات حتى وإن بدت في ظاهرها احتياجا معيشيًا أو عملًا روتينيًا لكنها في باطنها عمل سياسي بالدرجة الأولى؛ فالإصلاح الاقتصادي مثلًا كان لا بد منه لإنقاذ مصر من الإفلاس الذي كانت قاب قوسين أو أدنى من الوقوع فيه، لولا تلك الإجراءات التصحيحية القاسية..

وما مشروع الصوب الزراعية التي افتتح الرئيس إحدى مراحله منذ أيام إلا قرار سياسي أريد به تحقيق الأمن الغذائي عبر الاكتفاء الذاتي من المحاصيل والفواكه والخضراوات بجودة أعلى وأسعار تنهي فوضى السوق، وتوقف جشع التجار وتضرب الاحتكار.. فمثل هذا المشروع وغيره من المشروعات القومية كما قال الرئيس السيسي سوف يجعلنا ننتج غذاءنا لنأكله أولًا، ثم نصدر ما يفيض عن حاجتنا إن كان هناك فائض.. والأهم أنه غذاء آمن خالٍ من الكيماويات.

لقد بدأنا الطريق الصحيح.. ولن نعود إلى الوراء أبدًا..
الجريدة الرسمية