حماس ومبارك!
غريب حقا أن تخرج منظمة حماس لتنفي تورطها في عملية اختراق الحدود واقتحام السجون في أواخر شهر يناير عام٢٠١١ ! فإن الرئيس الأسبق ليس وحده الذي قال ذلك.. سبقه شهود آخرون في القضية، كان من بينهم وزير الداخلية وقتها حبيب العادلى، ورئيس جهاز مباحث أمن الدولة اللواء حسن عبد الرحمن.. كما أن ملفات القضية تتضمن العديد من الوثائق التي تتهم حماس في هذه الجريمة..
بل إن قائمة المتهمين في القضية تتضمن عددا منها أعضاء حركة حماس.. ولم تهتم الحركة من قبل أن تنفى هذه الاتهامات في حينه.. باللعنات نتذكر كيف احتفلت علنا في يناير ٢٠١١ بعودة أحد قياديها الذي تم تهريبه من أحد السجون المصرية، وتمت إعادته إلى قطاع غزة، مثلما فعل أيضا حزب الله اللبنانى.
باختصار بشهادة مبارك أو بدونها، فإن الاتهامات باختراق عناصر حماس المسلحة للحدود المصرية وتوغلها في الأراضي المصرية نحو ٥٠٠ كيلو متر ذهابا ومثلها عودة إلى منطقة الحدود المصرية مع قطاع غزة، بل وبقائهم لنحو الأسبوعين في سيناء، هي اتهامات تلاحق حماس منذ أن بدأت هذه المحاكمة التي تتم للمرة الثانية تنفيذا لقرار محكمة النقض.. فلماذا اهتمت حركة حماس الآن لنفي هذه الاتهامات؟
الأغلب أن الحركة معنية وحريصة على عدم تعكر علاقاتها مع القاهرة الآن، في ظل الجهود المصرية التي بذلت لحماية غزة من عدوان إسرائيلي جديد، وإنجاز المصالحة الفلسطينية، ولذلك سارعت إلى نفى اتهامات تلاحقها منذ نحو ثمانية أعوام مضت، ولا تجد من وما يبرئ ساحتها منها.