من الموتوسيكل إلى فرق الموت.. كيف تجدد فقه الاغتيال عند الإخوان؟.. انتقلوا من الدراجات لإجادة أحدث وسائل التكنولوجيا.. استمرار مبدأ «القتل على الهوية» المعادية للتنظيم.. وباحث: مجرمون شرعنوا
منذ وفاة محمود فهمي النقراشي باشا، رئيس وزراء مصر، في مثل هذه الأيام عام 1948، وحتى الآن، ولايزال فقه العنف عند جماعة الإخوان الإرهابية يتجدد ويتطور، وخاصة في أوقات انحسارها، وتعرضها لأزمات مع أنظمة الحكم؛ فمن الموتسيكل إلى مجموعات الموت، هكذا نعيش إرهاب الإخوان.
القتل على الهوية
في 28 ديسمبر 1948، تخفى أحد عناصر الإخوان، في زي ضابط شرطة، وفجأة أطلق عليه الرصاص، وطالته 3 رصاصات قضت عليه في الحال، وهو ما أثار الدولة على الجماعة وانتقمت لنفسها، بإصدار قرار صارم باغتيال البنا نفسه.
خان الإخوان تاريخ النقراشي، الذي صارع الإنجليز، فطالبوا بإعدامه على خلفية مشاركته في ثورة ١٩١٩، باعتباره أحد أبرز قادتها، وبالفعل حكم عليه بالإعدام، ثم أفرج عنه، واعتقلته مرة أخرى عام١٩٢٤، ليفرج عنه من جديد، فتدرج في المناصب الحكومية، حتى وصل إلى منصب رئاسة مجلس الوزراء.
منحت الجماعة نفسها حق اغتيال الرجل، بسبب توقيعه قرار حل الإخوان، على اعتبار أنه حارب التنظيم، وحتى يقدم على هذه الخطوة من وجهة نظر الجماعة، لا بد وأن يكون عدوًا للإسلام.
أخطر ما في عملية قتل النقراشي، تطور فقه الاغتيال عند الإخوان، وعدم توقفه عن مجرد إعادة إنتاج نفس المبررات، والتبرؤ ممن ينتهج العنف عندما ينفذ ما يحلو لهم دون إشارة واضحة وصريحة مين كبيرهم، فالجماعة تنتج خطابا عنيفا وتكفر من يخرج عنها، ثم تدين من ينفذ حكم الشرع بحسب فهمه له.
طورت الإخوان من وسائل الاغتيال، في الماضي كانت المعرفة الشاملة بكل جونب فنيات قيادة الدراجات البخارية، أهم مقومات فرد العمليات الإجرامية أنذاك، والآن يجب أن يمتلك معرفة تكنولوجية على مستوى المحترفين، بجانب احترافية التعامل مع أحدث وسائل التكنولوجيا في المراقبة، وتكنيكات حرب العصابات، كما هو الحال في الأذرع الإرهابية للإخوان على شاكلة "حسم ولواء الثورة".
كما تطور فكر الجماعة في أسلوب العداء، وبدلا من تتبع اليهود، واغتيالهم على الهوية، الذي نفذته جماعة «إخوان مصر الجديدة» في ثلاثينات القرن الماضي، انتهجت الحركات الإرهابية الإخوانية الجديدة، أساليب داعشية تماشيا مع العصر، وتتبعت كل من له علاقة بمؤسسات الأمن، لتنفيذ عمليات إغتيالات جماعية في الأمكنة الأمنية وغيرها، عقابا لهم على الهوية الأمنية، قبل أن تتغلب الدولة على هذه الأذرع وتسحقها تمامًا، وتقضي عليها، ولم تعد لها وجود على المستوى النوعي، أو حتى في وسائل التواصل الاجتماعي.
مجرمون شرعنوا العنف
يرى منتصر عمران، الباحث في شئون الجماعات الإرهابية، أن العنف قديم قدم الجماعة نفسها، مؤكدا أن جل أهدافها قديما وحديثًا، إحداث توترات في البلاد، إذا ما انخطرت في صراع مع السلطة، لإرسال رسائل للداخل والخارج، أن مصر غير آمنة.
ويؤكد عمران، أن الإخوان سواء الرعيل الأول أو الجيل الحالي، وخاصة المجرمون الذي شرعنوا العنف، لا يعرفون شيئا عن أدنى معانى الإنسانية، موضحا أن الإخوان في عمومهم بعيدون كل البعد عن تعاليم الإسلام، الذي يدعو إلى التعايش ونبذ العنف والإرهاب.