عمل إرهابي جديد
ما دام هناك تنظيمات إرهابية، وما دامت هذه التنظيمات الإرهابية قادرة على إغواء المزيد من الشباب وتجد من يسلحها ويدربها ويمولها ويوفر لأعضائها الملاذ الآمن والغطاء السياسي.. ما دام ذلك كله متوفرا لن تتوقف العمليات الإرهابية في بلادنا، وسوف يتحين الإرهابيون الفرص للقيام بتفجير هنا أو تفجير هناك.. وهذا ما يجب أن ندركه ونعيه حتى لا نهتز أو نتأثر معنويا بعد أي عمل إرهابى جديد يقع في بلادنا.
معركتنا ضد الإرهاب طويلة ومستمرة، حتى بعد النجاحات الأمنية التي حققناها في هذه المعركة سواء في سيناء أو في الوادى.. يعنى ذلك أن العمليات الإرهابية لن تتوقف، وإن كان قد انخفض عددها وتباعدت الفترة الزمنية بين عملية إرهابية وأخرى، بالمقارنة بالسنوات السابقة، بل وأيضًا تراجع مستوى وحجم هذه العمليات الإرهابية.
وبعيدا عن تلك المتابعات والتحليلات التي تستبق التحقيقات، فإننا نحتاج إلى ثلاثة أمور:
أولا مضاعفة الجهد في مواجهة التطرّف الدينى الذي يخلق لنا وحوشا آدمية، تقتل وتدمر وتخرب وتفجر، فإن الجهد الحالى لا يكفى لتجفيف منابع الإرهاب وحرمان التنظيمات الإرهابية من تجديد شبابها.
ثانيا دعم أجهزة المعلومات الأمنية التي تلاحق التنظيمات الإرهابية، بما يزيد من قدراتها، خاصة وأنها هي التي يمكن الاعتماد عليها في إحباط العديد من العمليات الإرهابية قبل وقوعها، على غرار ما حدث فجر اليوم، الذي شهد مقتل نحو أربعين إرهابيا في الجيزة وسيناء.
ثالثا ضبط التصريحات الرسمية عقب وقوع أي عمل إرهابى، وترك مهمة إعلان أية معلومات جديدة خاصة بهذا العمل لأجهزة الأمن والتحقيق، على غرار ما يحدث في الخارج، مع ضبط الأداء الصحفي والإعلامي أيضا والتعامل بدون تهوين أو تضخيم مع أي حدث إرهابى تتعرض له البلاد، وهذا أمر ضرورى ليس فقط للحفاظ على روح معنوية عالية في حربنا ضد الاٍرهاب، وانما حتى لا نمنح أعداءنا فرصة استثمار هذه الأعمال الإرهابية سياسيا لإيذائنا اقتصاديا.