رئيس التحرير
عصام كامل

«اليرموك والسلسبيل» بين فضيحة جديدة وأمل جديد!


وهذه فضيحة أخرى لعهد الثلاثين سنة.. سفينتان علميتان يتبعان المعهد القومي لعلوم البحار، حصلنا عليهما من اليابان قبل ثلاثين عاما بالتمام والكمال، أطلق عليهما "اليرموك والسلسبيل"، وبعدها بعشر سنوات وتحديدا عام 1998 انتقلت للمعهد ملكيتهما نهائيا، بعد أن ظلا في خدمة الشركة المصرية للصيد بوزارة الزراعة، لتدخلان الخدمة، وبدء العمل في دراسة بيئة البحار، وكذلك كيمياء وجيولوجيا وفيزياء المياه المصرية العميقة.


إلا أن السفينة "اليرموك" قامت برحلة واحدة في البحر الأحمر، و"السلسبيل" قامت برحلة واحدة أيضا في البحر المتوسط ثم توقفتا تماما عن العمل، وعن البحث، وظلا في المراسي حتى تآكلا وأصبحا غير مؤهلتين للعمل وخسرنا بسبب الإهمال الكثير!

أمس أعلنت ترسانة الإسكندرية العملاقة، التي أنقذتها القوات المسلحة أيضا من الخصخصة، من إعادة تأهيل السفينتين وعودتهما للعمل في خدمة البحث العلمي من جديد، بإشراف وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، بعد إصلاحات تمت على مدار عدة أشهر تكلفت عشرين مليون جنيه، بل أضافت الترسانة معملا بحثيا جديدا، وفلوكة تتبع لكل سفينة للمساعدة في أعمال الرسو!

الجديد.. والذي يدعو للأمل أيضا هي الاحصائية التي ذكرها الدكتور خالد عبد الغفار أثناء احتفال تأهيل السفينتين بحضور الفريق بحري أحمد خالد حسن قائد القوات البحرية التي اشرفت على العملية كلها، واستحق شكر وزير التعليم العالي الذي قال في إحصائيته، إن الإنفاق على البحث العلمي في مصر وصل إلى 19.19 مليار جنيه بمعدل زيادة قدرها 61% عن العام الماضي.

بينما بلغت الأبحاث العلمية المشورة دوليا 18777 بحثا بمعدل زيادة قدرها 29% عن العام الماضي، واحتلت مصر المرتبة 38 عالميا في مجال الأبحاث العلمية المنشورة من ضمن 230 دولة على مستوى العالم، كما وصل عدد البراءات التي تم منحها 555 براءة، ووصل عدد البراءات الصادرة للمصريين 100 براءة، كما ارتفعت أعداد الباحثين في مختلف القطاعات إلى 135 ألف باحث، بمعدل زيادة قدرها 21.7% عن العام الماضي.

كما شهدت مصر تحسنا تدريجيا في ترتيبها في مؤشر الابتكار العالمي، حيث شغلت المرتبة 95 مقارنة بـ105 العام الماضي!

الأرقام مبشرة ولو كل عام اختلفت الأرقام إلى الأفضل، هكذا سنكون في مكانة مختلفة بعد عدة سنوات، لنعوض سنوات ضاعت هباء، كانت المعامل العلمية البحرية الحديثة تترك في الموانئ يأكلها الصدأ كما رأينا!

الجريدة الرسمية