باحثان إسرائيليان يعرضان رؤى إيرانية وأمريكية للانسحاب من سوريا
قدمت صحيفة إسرائيل اليوم وجهتي نظر حول الانسحاب الأمريكي من سوريا، تشرحان الموقفين الإيراني والأمريكي، وتبعاتهما المتوقعة على إسرائيل.
وذكر الكاتب أفرايم كام أن "قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بسحب القوات الأمريكية من الأراضي السورية في صالح إيران، لأن الهدف الأساسي للإستراتيجية الإيرانية هو تقليص الوجود والتأثير الأمريكي في الشرق الأوسط، وفي العامين الأخيرين تنامت المخاوف الإيرانية عقب سياسة ترامب تجاهها، خاصة من خلال انسحابه من الاتفاق النووي، وقراره بفرض المزيد من العقوبات الخطيرة".
وأضاف كام، المختص في القضايا الأمنية للشرق الأوسط خاصة الملف الإيراني والاستخبارات الإستراتيجية والأمن القومي الإسرائيليّ، أن "هذه الخطوات غير المتوقعة من قبل ترامب زادت حدة الردع باتجاه إيران، كما أن الوجود الأمريكي في سوريا منح غطاء لإسرائيل، باعتبارها استعدادا قائما على مدار الساعة لمساعدتها وقت الحاجة".
وأوضح أن "قرار الانسحاب الأمريكي من سوريا كفيل بتقليص مستوى الردع الأمريكي تجاه إيران، ويبدو أن قرارها تعبير عن سعيها لتقليص دورها في الشرق الأوسط، حتى لو كان ذلك من خلال المس بحلفائها في المنطقة، تفكير كهذا يمكن له أن يقنع إيران بزيادة توسعها في المنطقة، خاصة في العراق وسوريا، كما أن من شأن إيران أن تصمم على بقائها في سوريا على المدى البعيد".
وختم بالقول إن "الأشهر الأخيرة طرحت عدة تساؤلات حول مدى مشروعية ووجاهة بقاء القوات الإيرانية في سوريا من عدة أسباب: أولها أن الإيرانيين ليس لديهم ردود عسكرية كافية تجاه الهجمات الإسرائيلية، وثانيها أن الولايات المتحدة تسعى لإخراجها من هناك، وثالثها أن الروس يسعون لتقليص وجودهم، أو إنهائه كليا من خلال صفقة مع الولايات المتحدة؛ لمنع نشوب مواجهة عسكرية واسعة بين إسرائيل وإيران".
مع العلم أن "السبب الرابع الذي كان يطرح من بقاء القوات الإيرانية في سوريا يتعلق بأن بقاءها سيضر بجهود إعادة إعمار سوريا، لكن اليوم من المؤكد أن انسحاب القوات الأمريكية من سوريا سيخفف من الضغوط على إيران لإخراج قواتها من هناك".
فانينا شوكر، الباحثة في معهد أبحاث الأمن القومي التابع لجامعة تل أبيب، قالت إن "الانسحاب الأمريكي من سوريا حظي بانتقادات واسعة من الداخل والخارج الأمريكي، في ظل أن الإعلان عن هزيمة تنظيم الدولة ما زال مبكرا، وأن بوادر نهاية الحرب الأهلية السورية ما زال بعيدا على أرض الواقع".
وأضافت في مقال لها أنه "من الواضح أن الانسحاب الأمريكي من سوريا يعود إلى قرار أمريكي بوقف التدخل العسكري في المنطقة، في ظل غياب المصالح الأمريكية الحيوية من الشرق الأوسط، بسبب عدم حاجتها للنفط من دول الخليج، بعد أن تحولت من مستوردة إلى مصدرة لهذه السلعة".
وأوضحت أن "الانسحاب الأمريكي من سوريا يعني تراجعا للمصالح الأمريكية في الشرق الأوسط إلى مستوى منخفض جدا، بجانب غياب بديل معتدل لنظام بشار الأسد، وعدم توفر الدعم الدولي لهذه الخطوة الأمريكية، كل ذلك يشير إلى أن قرار ترامب كان عقلانيا، من وجهة النظر الأمريكية".