غزو عثماني.. أردوغان يرسم خطة الشر في سوريا بعد تنازل ترامب عنها
عقب إصدار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قرار سحب القوات الأمريكية من سوريا، وإعلانه ترك سوريا بكاملها لنظيره التركى رجب طيب أردوغان، بدأت خريطة القوى في دمشق برسم ملامحها الجديدة وسط مخاوف البعض على مصالحهم، وبحث آخرين عن مكاسب خاصة تحديدا تركيا التي تهدف إلى إضعاف الأكراد في الداخل السوري خوفا من زحفهم عبر حدودها والتسبب في توترات داخلية.
حملة تركية
تخطط تركية لتنفيذ حملة عسكرية عبر الحدود، تم الإعلان عنها للمرة الأولى في 12 ديسمبر، بحجة تطهير شرق الفرات من الإرهابيين الانفصاليين كما تزعم في غضون أيام قليلة، في إشارة إلى حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي.
أدى قرار الانسحاب الأمريكي إلى إطلاق أجراس الإنذار في واشنطن والشرق الأوسط وأوروبا، نظرًا للمشكلات الإستراتيجية العديدة التي يمكن أن تثيرها عملية الانسحاب السريع وواقع عدم اكتمال المهمة الأمريكية، حسب مركز واشنطن لدراسات الشرق الأدنى.
جاء إعلان أنقرة عن تنفيذ عمليات وشيكة ضد حزب الاتحاد الديمقراطي بعد تصريحات أمريكا بخطة الجيش لتدريب 40 ألف مقاتل محلي لتولي مسئولية الأمن في المناطق التي تم تطهيرها من تنظيم داعش الإرهابي، وبناء مراكز مراقبة عسكرية أمريكية على طول الحدود السورية التركية، وهو ما أثار رعب أنقرة التي اعتبرتها دليلًا على أن واشنطن لا تستجيب للمخاوف الأمنية لتركيا.
دعم الأكراد
تملك الولايات المتحدة مصالح كبرى في مواصلة دعم القوى المحلية في سوريا، حيث يتولون محاربة تنظيم داعش الإرهابي على الأرض منذ عام 2014، وتعتبرهم واشنطن أكثر الشركاء العسكريين قدرة في سوريا.
أثار دعم الولايات المتحدة لوحدات حماية الشعب الكردية وتدريبها وتجهيزها غضب تركيا، خاصة عندما بدأت في إقامة حزام سيطرة خاص بها في المناطق الحدودية المحررة من تنظيم داعش الإرهابي فقامت أنقرة بغزو أجزاء من سوريا لتفكيك المناطق الخاضعة لسيطرة الاكراد وعرقلة الملاذ الآمن لحزب العمال الكردستاني هناك.
انسحاب سريع
حسب مركز واشنطن لدراسات الشرق الأدنى فإن الانسحاب الأمريكي السريع من سوريا يعد خطأ، حيث أن هزيمة داعش لم تكتمل كما أن إيران ما زالت تملك تواجدا قويا في الداخل السوري ولم يتم الانتهاء من تدشين عملية سياسية لإنهاء الحرب.
واعتبر المحللون، أن القرار الأمريكي بمثابة مخاطرة بمصالح الولايات المتحدة على المدى القريب، فيما يتعلق بإحلال الاستقرار في جزء رئيسي من الشرق الأوسط، بالإضافة لإلحاق الضرر بسمعة أمريكا على المدى الطويل.
خط النار
إذا بدأت تركيا عملياتها المخطط لها قبل الانسحاب الأمريكي المقترح، فستكون القوات الأمريكية البالغ عددها 2000 جندي في المنطقة مباشرة في خط النار خاصة المشارِكة مع قوات سوريا الديمقراطية أو التي تدير عددًا محدودًا من مراكز مراقبة الحدود الأمريكية الحالية.
وقد أشارت أنقرة في وقت سابق إلى رغبتها في تنسيق عملياتها مع واشنطن، فيما حذر مسئولون في البنتاجون من أن إجراءً تركيًا أحادي الجانب قد يشكّل خطرًا غير مقبول على القوات الأمريكية.
وتملك الأطراف حاليًا فرصة ضئيلة للمضي قدمًا في عملية سياسية تنهي الحرب، وتفسخ التحالف بين الأسد وإيران، كما تتطلب عملية الإصلاح الدستوري تركيز جميع الأطراف على جهد دبلوماسي، ولكن التوغل التركي قد يعيق الاتجاه نحو طاولة المفاوضات، ويمنح الأسد وروسيا وإيران مبررات لرفض المحادثات التي تهدف إلى إنهاء التوتر بمرور الوقت.