معنى زيارة الرجل الثاني في سوريا للقاهرة!
في القاهرة أعلن أولا وبشكل شبه رسمي عن زيارة اللواء "علي المملوك"، رئيس الأمن الوطني السوري، إلى مصر مساء أمس الأول، وأن الدعوة جاءت بدعوة من الوزير اللواء "عباس كامل"، ثم أكدت الخبر وكالة الأنباء السورية "سانا"، والتي قالت: إن اللقاء استمر عدة ساعات، تم فيه مناقشة عدد من الملفات المهمة، منها "القضايا ذات الاهتمام المشترك، وعدد من القضايا الأمنية والسياسية، ومحاربة الإرهاب"!
الزيارة -لمن لا يعلم- ليست الأولى للواء "المملوك"، حيث أعلن عن زيارة أخرى سابقة تبعها زيارة لوزير الإسكان السوري "وليد غزال" في ديسمبر 2015، ولمن لا يعرف أيضا فاللواء "علي المملوك" يتولى الموقع الأهم فعليا في الشقيقة سوريا بعد الرئيس بشار.
فالأمن الوطني هناك هو الهيئة العليا التي تشرف فعليا على أجهزة الأمن السورية، مثل إدارة المخابرات العامة وشعبة الأمن السياسي وشعبة الاستخبارات العسكرية وإدارة المخابرات الجوية، فضلا عن الأجهزة التابعة لحزب البعث العربي الاشتراكي الحاكم، وبالتالي فالرجل الذي تولى مهامه عقب استشهاد اللواء "هشام بختيار" في التفجير الشهير الذي وقع في يوليو 2013 بدمشق، وبالتالي فهو محل ثقة القيادة السورية، ويتبع طبقا للدستور رئيس الجمهورية السورية مباشرة، وبما يمكن القول معه أن اللواء المملوك هو الرجل الثاني في سوريا!
الاتصالات المصرية السورية لم تنقطع أصلا، (ولهذا مقال طويل في وقت لاحق ردا على مزاعم كثيرة)، وما يلفت نظرنا في الخبر أعلاه ليس الزيارة في ذاتها، وإنما الإعلان عنها وبشكل منسق حتى يتطابق فيه الإعلان المصري مع السوري!
صحيح الأمن القومي المصري يرتبط دائما بالأمن السوري، وما يربط مصر وسوريا غني عن الشرح، فقد كنا دولة واحدة يوم من الأيام، لكن الزيارة مهمة من المؤكد بخلاف أنها تضع مصر في الصورة حول آخر التطورات بسوريا، والتصور السوري لانسحاب القوات الأمريكية والموقف التركي هناك، والسيناريوهات المحتملة، لكن من المؤكد أيضا أن الزيارة ناقشت أيضا التطورات الأخيرة المحيطة بالأزمة السورية ودور مصر فيها، وبما يدفع بعودة سوريا إلى الجامعة العربية، بل وحضورها القمة العربية القادمة بتونس مارس المقبل.
وهو المطلب الذي يلقي رفضا شعبيا سوريا غضبا من موقف بعض الدول العربية مما جرى في الشقيقة سوريا!
الزيارة ومعها تصريحات الرئيس بشار الإيجابية تجاه مصر في أكثر من مناسبة، تؤكد الدور المصري في مواجهة المؤامرة على سوريا، والتي سيكشف المستقبل البعيد عن تفاصيله، بينما قد يكشف المستقبل القريب بل القريب جدا عن مفاجأة تخص العلاقات بين البلدين.. سارة على كل حال إن شاء الله!