هل ينجح الغرب في بتر أخطر سلاح للإخوان في أوروبا؟.. المنظمات العابرة للحدود ترسخ فكر الجماعة بالغرب انطلاقا من «ميونخ وجنيف ولندن».. توفر مزايا للاجئين لوضعهم رهن إشارتها.. وباحث: اللعبة انك
لا حديث في الدوائر المعنية بجماعة الإخوان الإرهابية، إلا عن الرقابة اللصيقة المفروضة عليها حاليا من الدول الغربية، إلى حد حظر شعارها، وهو قرار لاحق باعتبارها تنظيما إرهابيا، خطرا على نسق الحياة الغربية عموما، مرورا بإهانة أعضائها المدرجين على قوائم الإنتربول، رغم حصولهم على جنسيات أوروبية، نهاية بتتبع سير الجمعيات والمنظمات الدينية، واعتبارها أخطر سلاح مالي ودعائي للجماعة على مدى أكثر من 4 عقود.
سرطان إخواني
طوال الـ4 عقود ماضية، والإخوان تتوغل بشكل سرطاني في المجتمعات الأوروبية، عبر إقامة تنظيمات وجمعيات تمد جسور التعاون مع جميع التيارات الدينية، على أن تكون السيطرة عليهم للإخوان.
تبنى هذه الأفكار لفرض السيطرة الإخوانية في الغرب، سعيد رمضان، أحد أخطر قيادات الرعيل الأول للجماعة، وزوج ابنة حسن البنا وسكرتيره الشخصي، ووالد الداعية الإخواني طارق رمضان، الموقوف حاليا في فرنسا بتهم اغتصاب.
بعد عزل الإخوان عن الحكم، وإعلانهم جماعة إرهابية في مصر والعديد من الدول العربية، تتبعت الاستخبارات الغربية، أطراف خيوط كانت غافلة عنها منذ عقود، وبدأت في البحث عن إيجاد مخرج قانوني وأمني وسياسي، لمواجهة المؤسسات المتطرفة التابعة للإسلاميين بزعامة الإخوان، خصوصا بعد نجاحهم في التحايل على القوانين الغربية طوال هذه السنوات، والحصول على تراخيص شرعية لهم.
نجاح الاستخبارات الألمانية في توجيه ضربة قاسية للإخوان، وضع أهم وأخطر المنظمات التابعة للجماعة تحت مراقبة أجهزة الأمن الأوروبية حاليا لتتبع أنشطها، بعدما أصبحت مؤسساتها في الغرب ترسانة كبرى، تعمل على إنتاج الفكر الإخواني، وضخه بشرايين الحياة الأوروبية، بداية من ما يسمى بـالمركز الإسلامي في مينونخ، وفرعه في جنيف، بجانب مكتب لندن الحاكم للتنظيم الدولي، ويرجع إنشاؤهما إلى ستينيات القرن الماضي.
ويدير هذه الأذرع في الغرب، المصري يوسف ندا، والسوري عصام العطار، وهما اللذين ساهما بشكل مباشر في تأسيس شبكة أخطبوطية للتنظيم، من الجمعيات والمنظمات التابعة للفكر الإخواني، وهدفت إلى توفير بيئة حاضنة للمهاجرين، تحت مظلة الجماعة، بما يزيد من عدد الموالين لها، والتابعين لمزاياها الاقتصادية، التي تعيدهم إليها، وتشكل عبئا ثقيلا في أي مواجهة مع الدول الغربية، سواء للانتماء الأيديولوجي، أو للحاجة المعيشية.
ممارسات مشبوهة
أكثر ما فضح هذه التنظيمات وخطورتها، توفيرها ملاذات بمعزل عن الدول الغربية، للمهاجرين المسلمين من كافة الجنسيات، بما حول أوروبا من مجرد منفى مؤقت حتى تحسن أحوال بلدان المهاجرين، إلى موطن ينتجون فيه مفاهيم جديدة عن الحياة والدين، وأصبحت مصطلحات مثل دار الحرب ودار الإسلام، تلقى هكذا على السوشيال ميديا، والشارع الغربي، بل صدرت بها فتاوى من شأنها تعريض الحياة للخطر في البلدان الغربية.
يرى سامح عيد، الباحث في شئون الجماعات الإسلامية، أن "الإخوان" تحولت إلى تنظيم خطير في الغرب، بسبب الشبكات العنقودية التي أقامتها في الغرب، منذ منتصف القرن الماضي.
ويؤكد الباحث في شئون الجماعات الإسلامية، أن كشف الغرب للعبة التواجد الإخواني، وإنشاء هذه اللوبيات والمنظمات الدينية، جاء متأخرا، مع أنه منصوص عليه في أفكار حسن البنا، ورغبته واضحة في تحويل التنظيم إلى جماعة دولية تسود العالم.
ويوضح «عيد» أن الجماعة تقربت إلى مراكز صناعة القرار في الغرب، ورسمت صورة إصلاحية عن نفسها، إلا أن هذه الصورة القديمة تكشفت حاليا وظهر زيفها، وأدركت أجهزة الاستخبارات في الغرب، خطورة هذه التنظيمات، وبات هناك ترابط لا يقبل الشك بين الإخوان والتنظيمات الجهادية، مثل داعش والقاعدة والنصرة، نهاية بالأذرع الإرهابية للإخوان، وهو ما جعلهم يتخذون هذه الإجراءات للتضييق على أنشطة الجماعة، تمهيدا لحظرها.