لماذا تتجاهل الولايات المتحدة وضع الإخوان على قوائم الإرهاب؟.. «مصالح» ممتدة بين الطرفين منذ أربعينيات القرن الماضي.. علاقات البيت الأبيض مع تركيا وقطر.. وباحث: القرار في يد المخابرات الأمري
يعيش الغرب انقلابات حادة، على جماعة الإخوان الإرهابية، لم تعد مصدر ثقة لأحد، تناسى أغلبهم الوهم القديم، واعتقادهم أن الجماعة صمام أمان لحجب الإرهاب عن أوروبا، باعتبار الإسلاميين جميعا تحت وصايتها، ورهن إشارتها، وهي ثوابت اختفت، بمجرد تكشف الحقائق للعالم؛ تفوقت ألمانيا والنمسا، بينما لازالت الولايات المتحدة في علاقة مع التنظيم، وتثير العديد والعديد من علامات الاستفهام.
فضح الإخوان
بدأ الغرب يكشف بنوايا الإخوان في تكوين بؤر متطرفة، استغلالا لمناخ الحريات؛ قادت ألمانيا مواجهة حقيقية، بعد إعلان «الاستخبارات» خطورة التنظيم على النظام الديمقراطي الراسخ في البلاد، وكشفت عن العديد من الأساليب الإخوانية في حشد المهاجرين، لاعتناق أفكارها تحت وطأة ظروفهم المعيشية الصعبة، وكذلك سارت النمسا، وحظرت ترويج شعارات ورموز المنظمات المتطرفة، وعلى رأسهم «الجماعة»، ويبدو أنها كانت أهم ثمار لزيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي للنمسا.
الإشارات الواضحة على خطورة الفكر الإخواني، ينتبه لها الغرب يوما بعد الآخر، وهو ما يفسر احتجاز القيادي الإخواني المتطرف عبد الرحمن عز من قبل أجهزة الأمن البريطانية، قبل مغادرته لندن، لتغطية احتجاجات السترات الصفراء في باريس، واعتقاله لساعات وإهانته، رغم حصوله على الجنسية، والعلاقات التاريخية المعروفة بين الإنجليز والإخوان، بما يؤكد تأزم مسيرة الجماعة حتى بين أهم خلفائها، بينما علاقتها مع أمريكا حتى الآن محل جدل، رغم الوعيد الذي كاله «ترامب» قبل فوزه بالرئاسة، وتعهده بحظر الإخوان والإسلاميين، دون أن يحقق وعوده حتى الآن.
مصالح مشتركة
التعقيدات والغموض حول مصير الجماعة في أمريكا، يراها الدكتور رفعت سيد أحمد، مؤسس مركز يافا للدراسات والأبحاث، تعود بدرجة كبيرة للتحالف الوثيق القديم بين الإخوان والمخابرات الأمريكية، من ناحية، والكونجرس من ناحية أخرى، ويوضح أن علاقتها مع البرلمان الأمريكي تمتد إلى نهاية أربعينيات القرن الماضي.
لدى الطرفين مصالح مشتركة، يقول «سيد أحمد» ويستكمل: الحلف بين الإخوان والكونجرس تحديدا، مستمر رغم الانتفاضات والدعاوي والأصوات المرتفعة المطالبة مؤخرا بوضع الجماعة على لائحة الإرهاب، في ظل العلاقات الاقتصادية والعسكرية والسياسية، التي تتشارك فيها أمريكا مع دول تحكمها الإخوان مثل تركيا والأردن والمغرب، وقبلهم جميعا قطر، التي توجد على أرضها القيادات الأكثر تأثيرًا من التنظيم الدولي للإخوان.
ويشير الباحث إلى أن شواهد الأحداث، تؤكد أن الإدارة الأمريكية، ستكتفي بحظر الأذرع المسلحة والإرهابية التابعة للجماعة، مثل حركتي حسم ولواء الثورة في مصر، وحماس في فلسطين، ووضعهم على لوائح الإرهاب، لافتا إلى أن المعيار النهائي بشأن تصنيف أو عدم تصنيف الإخوان بالإرهاب، سيكون في يد المخابرات الأمريكية وحدها، وليس الكونجرس.