رئيس التحرير
عصام كامل

«عاش شقيان ومات مقتولا».. حفلة تعذيب لطالب المطرية بسبب «توك توك».. والدته: جثته ظهرت بعد ٣ أيام بمصرف مجاري.. خال الضحية: ٣ كدمات وطعنات نافذة باليدين أدت لوفاته

فيتو

خليها على الله يا بابا.. أنا بقيت راجل وهقدر أساعدك في التزامات البيت وتربية أخواتي".. "عاوز أشتغل شغلانة واتنين علشان أقدر أوفر فلوس الجمعية وأرفع رأسك يا أمي".. بهذه الكلمات المليئة بالوعود الرجولية، التي وعد أحمد خالد "طالب -17 سنة" والديه، لم يعرف ما يخبئه له القدر، فتربص به أهل الشر لينهوا حياته بعد وعده لأسرته بساعات.


انتقلت "فيتو" لمنزل المجني عليه "أحمد" لتلتقي أسرته لمعرفة التفاصيل الكاملة منذ اختطافه حتى مقتله.

وعلى بعد ٤ أمتار بحارة ضيقة مغمورة بحي المطرية، تقتحم أجواء الحزن والعزاء أرجاء المنطقة، لتصبح أشهر منطقة خاصة بعد قصة خطف "أحمد" الذي يعرفه الصغير والكبير بالشهامة ومساعدة والده في أعباء الحياة وعمل معه في محل بيع الدواجن، بالإضافة لعمله بأحد المحال الأخرى لسد احتياجات أسرته.

والد الضحية
بعيون دامعة بدأ "خالد" والد المجني عليه سرد تفاصيل يوم اختطاف نجله قائلا: "أحمد منذ الصغر، كان يراعي ويتفهم ظروفنا المعيشية ومتطلبات أشقائه، فطلب مني النزول للعمل منذ طفولته، ليساعدني بمحل الدواجن".

وتابع: «بعدما كبر أشقاؤه، وبدأت أعباء الحياة تزداد علينا، قرر أحمد أن يعمل بأحد المحال بجانب العمل صباحا، لدرجة أنه ما بينامش غير ساعتين في اليوم».

واستطرد والد المجني عليه: "فوجئت بعمل أحمد على توك توك، وعندما منعته قبل حادثة الاختطاف بأسبوع رد عليا: سيبها على الله يا بابا.. ١٠ أيام بس هطحن نفسي شغل وهكسب وهسد التزاماتي ما تقلقش عليا". 

مهمة شاقة
وأضاف أن يوم الأحد قبل الماضي، خرج "أحمد" للعمل على "التوك توك"، ولم يعد حتى يوم اكتشاف الواقعة الأربعاء الماضي، لافتا إلى أنهم فوجئوا بقسم شرطة المطرية يخبرهم بالعثور على جثة "أحمد" ملقاة بأحد مصارف الصرف الصحي وبها عدد من الكدمات.

وروى "خالد" قصة التعرف على جثة ابنه قائلا: "أنا ووالدته لم نستطيع الدخول لمشرحة زينهم للتعرف على جثة أحمد، وتركنا تلك المهمة الشاقة لخاله الذي تحلى بالصبر وقوة الأعصاب".

حفلة تعذيب
"محمود" خال المجني عليه، تحدث عن اللحظات الصعبة داخل مشرحة زينهم، قائلا: "شاهدت كدمة أسفل رأس جثة أحمد، وكأنه تم الاعتداء عليه بقطعة حديدية، ويوجد أيضا كدمة بأعلى الصدر، وطعنات نافذة باليدين وكأنه تعرض لحفلة تعذيب وظل يقاوم قاتليه، ويحاول أن يهرب منهم ولكن دون جدوى". 

القصاص
ومن جانبها طالبت والدة الطفل أحمد بالقصاص من قاتليه قائلة: "بيجري على أكل عيشه.. ليه ما سرقوش التوك توك وسبولي ابني؟!".
الجريدة الرسمية