رئيس التحرير
عصام كامل

زيل أكارايواي.. ملاك نيجيريا المتخفي مسدد فواتير المرضى «صور»

فيتو

"ادفع أولًا".. شعار ترفعه المستشفيات بجميع مستوياتها وتخصصاتها في أغلب مدن العالم، مهما كانت حالة المريض الصحية والمالية، لكن في نيجيريا الوضع ينعكس تماما فمن المعروف أن الخدمات الطبية المجانية قليلة جدًا، وإذا لم يتمكن المريض من دفع فاتورة المستشفي فقد لا يسمح له بالمغادرة.


ملاك نيجيريا

في نيجيريا يعيش ملاك يدعى زيل أكارايواي، يعمل مستشارا ماليا، يزور المستشفيات سرًا للنظر على فواتير الأشخاص غير القادرين على مغادرة المستشفى بسبب حالتهم المادية الصعبة، ويتكفل بدفع كافة المصاريف الخاصة بهم، دون أن يعلم من هو حتى يشكرونه، وما الدافع وراء ذلك الفعلة ويرحل بهدوء.

سيارة سوداء

لا يملك زيل أكارايواي أجنحة ملاك، لكنه يملك سيارة سوداء أنيقة وبعض الأموال الخاصة به، اعتاد على أن يخرج من هذه السيارة على أعتاب المستشفيات الحكومية في مدينة لاجوس، حيث يتم استقباله بحرارة من قبل فريق من الأخصائيين الاجتماعيين، وعلى الفور يسألهم عن قائمة فواتير المرضى.

يحرص أكارايواي على فحص الورق المطبوع بعناية وحالات المرضى بدقة شديدة، ويجمع التفاصيل الخاصة عن حياة هؤلاء المرضى الذين لا يستطيعون العودة لمنازلهم، بسبب الصعوبات المادية والأزمات المرضية المفاجئة التي لم تكن في الحسبان.

علاج بالتقسيط

نادرًا ما يلتقي الملاك النيجيري بأشخاص أجبروا على البقاء في المستشفى لمدة ستة أو حتى ثمانية أسابيع بعد خروجهم من المستشفى، لحين دفع كافة التكاليف المالية، ويتجول زيل متخفيًا بين العمال في ممرات المستشفى، لمحاولة الاستماع إلى تعليقات العمال عن المرضى وحالاتهم، ومن ثم معرفة كيفية المساعدة.

وضعت بعض المستشفيات النيجيرية خطط الدفع بالتقسيط، لكن حتى الدفعات الأولى قد تكون مرهقة للغاية بالنسبة لأولئك الذين يحصلون على أجر ضعيف.

مخاطبة المرضي

بشكل آخر يقوم زيل بزيارة المرضى ومخاطبتهم بشكل منفرد، للاستماع إلى مطالبهم واحتياجاتهم كنوع من الدردشة، دون إخطارهم عن نواياه الخيرية تجاههم، ومن ثم يقوم بمساعدة هؤلاء الأشخاص بشكل غير مباشر حتى لا يتسبب في إحراجهم.

يرفض زيل الاتصال بأي من هؤلاء الأشخاص الذين يساعدهم، لا يريد أن يعرفوا يومًا ما من هذا الشخص ويشكروه، فهو يرفض نظرة الخجل في عيون الفقراء، وإذا سأل المرضى من الذي تكفل بدفع فواتيرهم أخبروهم بأن هناك ملاكا جاء ودفع فاتورتهم وتركهم، ورحل دون أي معلومات عن نفسه.

كتاب أسود

يريد زيل أن يثبت للناس أن الجميع يمكنهم فعل شيء لمساعدة شخص آخر، مشيرًا إلى أنه يجمع المال من أصدقائه الأغنياء، ويدفعها للمحتاجين ومن ثم يحتفظ بالإيصالات في كتاب أسود أنيق، إلى جانب تفاصيل عن المرضى الذين دفع فواتيرهم.


الجريدة الرسمية