رئيس التحرير
عصام كامل

متى نكافئهم في حياتهم!


كم أسقطت حملات الصحافة عروشًا، وكم أطاحت برؤساء دول ومسئولين كبار، وما فضيحة "ووتر جيت" التي اهتزت لها أمريكا، ولا قضية الأسلحة الفاسدة قبيل ثورة يوليو 1952 في مصر عنا ببعيد!


ويواجه أصحاب القلم الخطر من كل اتجاه، فهم يجدفون تارة ضد الفساد ويلاحقهم انتقام الفاسدين، وتارة يجدفون ضد السلطة وغضبها، وما أدراك ما غضبها، وتارة ثالثة ضد المجتمع ذاته حين يرفضون عاداته وتقاليده وسلوكياته التي تجافي الحق وتخاصم المنطق وتعرقل التطور، وما أكثرها في زماننا.

ناهيك عن هول ما يلقونه في معركتهم الفكرية المحتدمة ضد أفكار التطرف والتكفير الديني، وما تجره عليهم من تهديد بالقتل، وربما التصفية الجسدية من جانب أصحاب الفكر الضال الإرهابي، ألا يستحق حملة الأقلام بعد كل هذا العناء أن ينالوا حقهم من الجوائز والتكريم أحياء وأمواتًا، حتى لا يسقطوا من ذاكرة الوطن ووجدان الأجيال القادمة؟!

والسؤال لوزارة الثقافة المعنية بالأفكار والمفكرين: ماذا فعلت لتكريم عقل الأمة ووجدانها وحاملي مشاعل التنوير والتثقيف من كتاب وصحفيين ومفكرين أخطأتهم جوائز الدولة الرسمية الموسمية؟! 

وهل قدمت نقابة الصحفيين أو غيرها التكريم اللائق لحملة الأقلام ورواد الصحافة العظام أمثال علي ومصطفى أمين وجلال الدين الحمامصي وكامل زهيري وإحسان عبد القدوس وأحمد بهاء الدين والتابعي وأنيس منصور ومحسن محمد ومحمد زكي عبد القادر، وأخيرًا إبراهيم نافع وإبراهيم سعدة وغيرهم ممن تركوا تراثًا فكريًا وصحفيًا يثري العقول وينير الأفهام، ويحرض على التفكير والنقد الهادف، فهؤلاء لا يزالون رغم رحيلهم يعيشون بيننا بأفكارهم ورؤاهم الخلاقة، ومعاركهم الجريئة التي جرت عليهم المتاعب والويلات.

الأمر الذي يطرح سؤالًا مهمًا: لماذا يأتي متأخرًا تكريم أمثال هؤلاء الرواد، لماذا يتخلف عن حياتهم التي أفنوها في سبيل مهنتهم ووطنهم، ألم يكن من الأولى مكافأتهم في حياتهم لقاء ما صنعوا؟!
الجريدة الرسمية