رئيس التحرير
عصام كامل

3 دلالات للانسحاب الأمريكي من سوريا وأفغانستان.. «ترامب» يؤكد شعار «الفلوس مقابل الأمان».. العقلية الاقتصادية تسيطر على رجل البيت الأبيض.. والأخطار التي تواجه واشنطن في المناطق الم

فيتو

في الولايات المتحدة الأمريكية لا يتعلق الأمر برئيس أو نظام؛ فالمؤسسات الأمريكية باقية ومتمددة بعيدًا عن الأشخاص، لكن يبدو أن الرئيس دونالد ترامب يهدد تلك النظرية.


وعلى مدى العقود الماضية وتحديدًا بعد الحرب العالمية الثانية، اتخذت واشنطن سياسة التواجد العسكري في الكثير من الدول وفي العقدين الأخيرين كان الانتشار في عدد من الدول، ذلك قبل أن يعلن «ترامب» أنه وجه الجيش لسحب كل القوات الأمريكية البرية من سوريا في غضون 30 يوما، وعددها 2200، فضلا عن الكثير من العتاد والأسلحة الثقيلة.

تلك الدعوة أيضًا سبقتها دعوة أخرى بانسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان، وهي دعوة أطلقها الرئيس الأمريكي باراك أوباما، ورغم اختلاف الرجلين لكن يبدو أن ترامب يسير على نفس النهج.


عقلية الاقتصاد المالي
يقول محمد حسين أستاذ العلاقات الدولية بكلية اقتصاد وعلوم سياسية بجامعة القاهرة، إن هذا القرار يدل أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يتعامل بعقلية الاقتصاد المالي وليس الاستثماري بعيد المدى، وأن سياسته قصيرة النظر، لأن هذه القرار سيفيد إيران ولن يضرها، وخاصة أن أمريكا تتوقع أنه بعد انسحابها تستطيع ضرب إيران، وهو لن يحدث على الإطلاق، لأن تركيا لن تقف في صفها.

وأضاف «حسين» في تصريحات خاصة لـ«فيتو» أن الانسحاب الأمريكي العسكري سيتسبب في خلق فراغ، وسيفيد روسيا بكل تأكيد ولن يضرها كما تتوقع الولايات المتحدة الأمريكية، فقد كانت القوات الأمريكية تقف لها بالمرصاد، في حين أن روسيا مصرة على التواجد، مشيرا إلى أن تواجد أمريكا السبب في خلق توازن، وينجم عن انسحابها مشكلات في المنطقة بعد انفراد روسيا بالمنطقة.


المخاوف
أما عن التشابه بين انسحاب أمريكا من أفغانستان مع انسحابها من سوريا، فقد أوضح «حسين» أن انسحاب القوات الأمريكية من سوريا يشبه انسحاب أمريكا من لبنان سابقا، بعد الحادث الإرهابي الذي أصابها عام 1983، وبعد الانسحاب ضربت إسرائيل لبنان، فمن الممكن أن يكون انسحاب أمريكا ليخلو الجو لإسرائيل وذلك بالتراضي مع روسيا، مؤكدا أن أمريكا تنسحب عند التعرض لخطر يهددها، وهذا يدل على وجود تهديد.

وأوضح الوضع غير مطمئن، والدليل على ذلك أن بريطانيا التي لا تعارض الولايات المتحدة في شيء، وزير دفاعها عارض القرار، واستقالة وزير الدفاع الأمريكي تشير إلى أن هناك أضرارا ستلحق بالأمن الأمريكي وأن أمريكا لا بد من أن تكون موجودة في الساحة.



الخدمة من أجل المال
ومن جانبه، يقول سعيد اللاوندي خبير العلاقات الدولية، الولايات المتحدة الأمريكية في زمن ترامب صعب فهمها، وهناك الكثير من الأمور الغامضة التي يصعب تفسيرها، ويؤكدها استقالات المسئولين الأمريكان الأخيرة، وأبرزها استقالة الدفاع الأمريكي بعد إصدار قرار الانسحاب.

وأكد «اللاوندي» أن السيناريو الأكبر لسحب القوات الأمريكية من هنا وهناك، الرغبة في تلقى الولايات المتحدة مقابل للحماية، وهو ما أكد عليه الرئيس الأمريكي أكثر من مرة خلال زيارته لدول الخليج وأفغانستان، منوها على أن ترامب يتعامل على أنه رجل أعمال وليس رجلا سياسيا، يرجح الجانب المادي أكثر من السياسي، والذي يعتمد على "الخدمة مقابل المال".

الجريدة الرسمية