مصر وبركان السودان!
بشكل أو بآخر وبدرجة أو بأخرى.. مصر معنية بما يجري في السودان.. فساحة المواجهة مع قوى الشر اتسعت وامتدت في محيط أوسع بكثير من حدود مصر.. وهنا تبدو أكثر من ملاحظة بخلاف تزامن انفجار الأوضاع في السودان بزيارة الرئيس البشير لسوريا الشقيقة، أولها قرارات الطرد المتتالية لإخوان مصر من السودان التي بدأت في يناير من العام الماضي ثم تلاها قرار طرد شباب الجماعة الإرهابية في أبريل من العام الماضي أيضا، وآخرها قرار طرد الدفعة الثالثة في فبراير الماضي!
خلال ذلك استطاعت مصر ومعها السودان تحويل -وليس التغلب فقط- مسار أزمة سد النهضة إلى تعاون كبير في أغلب المجالات الاقتصادية والتجارية والثقافية وفيما يبدو أن ذلك أصاب قوى أخرى بالمنطقة بهستريا ظهرت علانية من خلال قنوات الإخوان الممولة قطريا والمحمية من تركيا.. وبالتالي فسقوط حكم الرئيس البشير يشكل الآن ضربة موجعة وصريحة ومباشرة لمصر!
في السودان لا نعرف مصير البلد الشقيق أن ذهبت الأمور للمجهول، إذ إن القوة الأكثر تنظيما ليس بالضرورة أن يكون الإخوان في بلد تتحكم فيه عوامل أخرى تختلط فيه القبيلة بالطرق الصوفية بالأحزاب التاريخية وغيرها من وجود آخر لقوى قومية (ناصرية وبعثية) ويسارية، لكن كل ذلك يدفع إلى الإخوان وليس العكس لأن الحسم سيكون من نصيب من يملك المال الذي سيتدفق سريعا وكثيفا إلى البلد الشقيق ليشتري مساحات النفوذ ومعها الذمم السياسية للكثيرين!
أي مساحة لقوى الإرهاب خصم من مساحات وقف وإسقاط المؤامرة على بلادنا والمنطقة العربية ووجود مستقر في حكم أي دولة للجماعة يبعث روح الأمل فيها بعد خسائر وهزائم في سوريا وتونس ومصر، فضلا عن توجيه إمكانيات بلد شقيق وعلى الحدود ضد مصر بلا أدنى تفكير، أقلها استجلاب أطراف معادية كتركيا مثلا أو وقف مشاريع مهمة أو إرباك مصر بمشاريع على النيل!
يقينا القيادة في مصر تدرك كل ذلك.. ولها وحدها رصد الموقف كله هناك وإدارته يبقى دعمها شعبيا في أي إجراء وها نحن نفعل.. يتبقى أن يفهم الكثيرون من صبيان السياسة ومرهقيها وأغبيائها ذلك ويعفونا من وجود عبيط على شبكات التواصل يلهو بفيديوهات النار المشتعلة هناك دون وعي أنها ضد بلده وضد المنطقة كلها!