رئيس التحرير
عصام كامل

أفريقيا وأوروبا!


لا توجد قوة عالمية لا تطلع إلى أفريقيا ودعم علاقاتها معها، وابتكار شكل من أشكال التعاون التنظيمي مع الأفارقة.. الصين فعلت ذلك، وقبلها أمريكا والعديد من الدول الأوروبية.. فهم ينظرون إلى القارة السمراء باعتبارها منجمَ ذهبٍ ضخما وكبيرا يريدون أن يكون لهم نصيب فيه..


ولذلك تتوالى المنتديات والمؤتمرات والاجتماعات التي تضم هذه القوى العالمية، سواء منفردة أو مجتمعة مع أبناء القارة السمراء ودولها.. بحثا عن مصالحها الخاصة والعامة أيضا.. بينما لا تلقى المصالح الأفريقية ذات الاهتمام من هذه القوى.

ومن هنا تأتى أهمية الرسالة التي قدمها رئيس مصر التي سوف تتولى بعد أيام قليلة رئاسة الاتحاد الأفريقى في لقاء واجتماع فينا الأوروبي الأفريقى.. فقد قال للأوروبيين إنهم في مقابل تحقيق مصالحهم في أفريقيا لا بد أن يقبلوا بتحقيق مصالح الأفارقة في أوروبا.. أي إن قاعدة المصالح المشتركة والمتبادلة هي التي يجب أن تكون قاعدة العلاقات الأفريقية الأوروبية..

فإذا كان الأوروبيون مثلا يريدون حلا لمشكلة الهجرة، سواء الشرعية أم غير الشرعية إليهم، فإنهم لا بد وأن يسهموا في حل مشكلات الفقر والبطالة في الدول الأفريقية التي يأتيهم منها المهاجرون.

كما أن العلاقات بين أفريقيا وأوروبا يجب أن تخلو من الإملاءات والمشروطيات.. فقد انتهى زمن إعطاء الأوامر والتعليمات، واستقلال الدول الأفريقية، وإرادة شعوبها يجب أن تحترم.. ولذلك يجب أن تكون الدول الأوروبية جزءا من حل مشكلات بعض الدول الأفريقية وليس جزءا من تعقد هذه المشكلات، كما يحدث في ليبيا مثلا الآن. هذه كانت رسالة مصر للأوربيين لتحقيق تعاون فعال ومثمر للجميع مع أبناء القارة السمراء.
الجريدة الرسمية