رئيس التحرير
عصام كامل

قطر والإخوان والبشير.. وسوريا!


هل تابعتم الإعلام الإخواني الممول قطريا المدعوم تركيا الأشهر والسنوات الماضية؟ هل تابعتم من خلاله زيارة الشيخة موزة للسودان؟ وكيف كانت وماذا قالت وماذا قالوا؟ كان السودان لديهم وجهة الوجهات وقبلة القبل وعاصمة العواصم!


هل تابعتم ذات الإعلام بذات الأشخاص من ذات الشاشات قبل أشهر عند الاتفاق السوداني القطري على التعاون المشترك على إحدى الجزر السودانية بالبحر الأحمر؟! وعند الاستثمارات التركية القادمة؟ هل تذكرون ما قالوه في الرئيس البشير من مدح بلغ حدود الكواكب الأخرى وتحول فيه السودان أيضا إلى وجهة الوجهات وقبلة القبل وعاصمة العواصم؟! أكيد تذكرون!

هل تتابعون ذات الأعلام من ذات الشاشات بذات البني آدمين منذ هب الرئيس البشير إلى سوريا الشقيقة؟! فجأة.. وعلى غير موعد.. وعلى غير انتظار.. انقلب كل شيء.. تبدل كل شيء.. صارت الحياة بالسودان جحيما لا يطاق وصار البلد الشقيق كله بلد لا يحتمل وعادت الشاشات ذاتها الأحاديث القديمة التي نسيتها لفترة طويلة عن الديمقراطية في السودان..

وفتحت للرئيس البشير ملفات قديمة وأصبح وقت هذه القنوات إذ فجأة يا محترم -مفتوحا بلا حدود للمعارضة السودانية في كل مكان حتى للمعارضة الانفصالية التي تريد أن تأكل وتبتلع من الجسد السوداني قطعة جديدة سواء في دارفور أو غيرها.. وظهرت فجأة فيديوهات لخطباء مساجد وأخرى ترصد -على حد زعمهم- صورا للمشكلات اليومية بالسودان الشقيق!

هكذا.. يكون التقييم القطري السريع لمن يسير في اتجاه أمته العربية.. حتى لو كانت مجرد زيارة لبلد عربي غال لكنه جريح.. أما أن تسهم في تقطيع المنطقة أو ينقلبون عليك.. وهكذا الإخوان.. دورهم الأساس في تقديم الخدمات منذ محاولاتهم منع تقدم مصر وتنميتها في الخمسينيات والستينيات وكان مصيرهم الضرب بالأحذية القديمة من دولة قوية تثق في نفسها وقدراتها وحتى انقلابهم أمس على السودان الشقيق!

لا تقدموا يد العون لهؤلاء بحسن نية.. ولا تساعدوهم بترويج بوستاتهم وبناراتهم وفيديوهاتم.. وليعرف كل منكم أين يقف وأين يقف الأعداء.. ولندرك أن العروبة قادمة لا محالة.. فشلت الدولة الإقليمية المنعزلة وفشلت الفكرية التي تتستر بالدين ولا حل إلا بالعودة للقومية..

القومية التي حاربوها نصف قرن.. خمسون عاما والإعلام يشوه في الوحدة والقومية والببغاء يرددون دون إدراك أنهم هم أنفسهم المستهدفون!.. المؤامرة هزمت في 30 يونيو هنا.. وتهزم الآن وعلى نار هادئة.. مؤلمة.. موجعة في نصف مصر الآخر.. سوريا الحبيبة!
الجريدة الرسمية