رئيس التحرير
عصام كامل

أنا جورنالجي!


لماذا تعددت حالات الاعتداء على الصحفيين، وشاع التعامل معهم بطريقة غير محترمة وتتسم أحيانا بالاستهانة بهم؟!
هذا السؤال يجب أن يطرحه على أنفسهم الزملاء الذين اختاروا مهنة الصحافة، التي كان يطلق عليها اسم أو وصف السلطة الرابعة بجانب السلطات الثلاث المعروفة في أي دولة، وهي السلطة التنفيذية، والسلطة التشريعية، والسلطة القضائية، وكان لقبها المعروف هو صاحبة الجلالة، وذلك تقديرا واحتراما لها، وللعاملين في بلاطها.


ربما يحمل البعض نقابة الصحفيين مسئولية تراجع الاحترام للصحافة والصحفيين في المجتمع، لضعف دفاعها عنهم.. وربما يرى آخرون أن أخلاقيات المجتمع قد طرأ عليها تغييرا هي ومنظومة القيم في المجتمع، حينما طغى سلوك البلطجة في التعامل داخله بين أبناءه.

وربما أيضا يحمل البعض السلطات الثلاث في المجتمع مسئولية ما تتعرض له الصحافة والصحفيين، حيث تكرر هجوم السلطة التنفيذية والتشريعية على الصحفيين، بينما تعاملت السلطة القضائية بشدة مع الصحفيين، سواء بالتحقيق معهم متهمين إياهم بإهانة القضاء والقضاة، أو إحالتهم للمحاكمة، أو إصدار أحكام عليهم بالحبس، بعضها صار نهائيا وباتا.

وقد يكون ذلك صحيحا أو ساهم بدرجة أو أخرى في التعامل باستهانة مع الصحفيين، وتكرار حالات الاعتداء عليهم، غير أنني أرى أن المسئولية الأكبر تقع على عاتق الصحفيين أنفسهم، فقد هانت عليهم أنفسهم وهم يتعاملون مع الآخرين، ولذلك صارت الاستهانة بهم أمرا شائعا في المجتمع.

لقد تحول بعض الزملاء الصحفيين من مندوبين لصحفهم لدى بعض الجهات الحكومية وغير الحكومية، إلى مندوبين لهذه الجهات لدى صحفهم، كما تنازل زملاء آخرون عن كرامتهم أو بعضا منها وهم يتعاملون مع الآخرين، مقابل التربح وتحقيق بعض المكاسب، كذلك قبل زملاء آخرون أن يستخدموا كأدوات وأسلحة في أيدي شخوص وجهات مختلفة، باختصار لم يحافظ بعض منا على هيبة الصحافة، فتعرضت هيبة الصحفيين للضياع أو الانتقاص.

لقد كان الواحد منا يفتخر بأنه جورنالجي، لما يتضمنه ذلك من احترام كبير داخل المجتمع، والآن للأسف الشديد لم يعد الأمر كذلك، ولابد أن نصحح سلوكنا حتى نستعيد احترام المجتمع لنا.
الجريدة الرسمية