هل تحدثتم العربية بالأمس؟
بالأمس 18 ديسمبر كان اليوم العالمي للغة العربية، وهو اليوم الذي أصدرت فيه الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارها رقم 3190 في ديسمبر عام 1973، بإدخال اللغة العربية ضمن اللغات الرسمية ولغات العمل في الأمم المتحدة، بعد اقتراح قدمته المملكة المغربية والمملكة العربية السعودية خلال انعقاد الدورة 190 للمجلس التنفيذي لمنظمة اليونسكو.
ورغم هذا الإنجاز، فقد مر الاحتفال وكأن شيئا لم يحدث، فلا وزارة التربية والتعليم اهتمت بمثل هذه المناسبة وجعلتها محور اهتمامها، مثلما فعلت مع موضوع السمنة مثلا، ولا وزارة التعليم العالي المنوط بها تخريج كوادر الجهاز الإداري للدولة اهتمت بمثل هذا اليوم.
أين دور الجامعات المصرية وفعالياتها وأنشطتها لمثل هذا اليوم، حتى وزارة الأوقاف لم تخصص خطبة هذا الأسبوع عن فضل اللغة العربية وآدابها، رغم أن اللغة العربية ليست لغة صوتية وكتابية فقط بل إنها لغة تعبدية لا تصح الصلاة - وهي ثاني أركان الإسلام- إلا بها.
أما الهيئة الوطنية للإعلام المنوطة بالحفاظ على الكلمة المنطوقة والمقروءة والمسموعة، فلم تهتم بمثل هذه المناسبة، ولم تفرض التحدث بها ولو على سبيل التذكرة، ولا اهتمت حتى بما يحدث من أخطاء المتحدثين والمستخدمين لها.
أين مجمع اللغة العربية مما يحدث من امتهان لهذه اللغة، والاستعاضة عنها بلكنات غريبة وبعيدة عنها كل البعد؟ أين جمعيات حماية اللغة العربية من هذا اليوم؟ أين علماء اللغة من مثل هذا اليوم؟ والحمد لله هم كثر ويخرجون على الفضائيات، ويتم استضافتهم في البرامج التليفزيونية والإذاعية، وأين دور النخبة ووزارة الثقافة من مثل هذه الأمور؟
الغريب أن المتحدث الرسمي لجيش الاحتلال الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، نشر على صفحته الرسمية منشورا للاحتفاء بهذه المناسبة، في الوقت الذي غابت فيه حتى التنويهات عن هذا اليوم في معظم وسائل إعلامنا المقروءة والمرئية والمسموعة، إلا من نزر يسير، وهو الأمر الذي يدعونا للتساؤل: هل تستحق منا اللغة العربية التي هي الوعاء الحاضن لثقافتنا مثل هذا التجاهل؟ وإذا كان هذا حال اللغة مع بنيها فكيف حالها مع منتسبيها من الناطقين بها؟