رئيس التحرير
عصام كامل

الرئيس.. وصحة المصريين (1)


ظني أن مشروع التأمين الصحي الجديد لو جرى تطبيقه بعدالة وكفاءة فسوف يقضي على كل المشكلات التي تعانيها المنظومة الصحية حاليًا.. ولقد أدرك الرئيس السيسي حجم الكارثة الصحية وبدأ بالفعل خطوات إصلاح هذه المنظومة الخربة بعلاج المصريين من أشد الأمراض استعصاءً على العلاج وأكثرها فتكًا وتدميرًا واستنزافًا للمصريين..


ولعل مبادرة الرئيس "100 مليون صحة" للكشف عن فيروس سي والأمراض غير السارية "الضغط والسكر والسمنة" تجربة هائلة باتت مثار اهتمام العالم وإعجابه لأنها تسعى لاستئصال شأفة مرض عضال طالما فتك بأكباد المصريين، ودمر صحتهم وقضي بسببه الآلاف بل الملايين منهم، وأشهرهم الفنان الراحل عبدالحليم حافظ الذي لم يعثر الأطباء على علاج ناجع لحالته في ذلك الوقت.

المنظومة الصحية التي ورثها الرئيس السيسي تبدو بائسة في حاجة ماسة لعلاج شامل وعاجل، ويلزمها إصلاح ينهي مسلسل الأخطاء الطبية الناتجة عن استهتار بعض الأطباء أو عدم تأهليهم وتدريبهم بصورة كافية، أو غياب الرقابة والمتابعة والمساءلة والردع القانوني؛ ناهيك عن ضعف مستوى فريق التمريض المعاون والنقص الحاد في عناصره على مستوى مستشفيات الحكومة قاطبة..

والأزمة هنا ليست فقط أزمة تمويل بقدر ما هي أزمة ضمير وإدارة وقانون يتساهل مع المخطئين ونقابة لم يثبت أنها سعت لتفعيل مبدأ الوقاية ومنع وقوع الأخطاء بمزيد من الإجراءات الرقابية والاحترازية على غرار ما نراه في دول العالم المتقدم.. كم مرة نسي طبيب فوطة أو إحدى أدواته في بطن مريض.. وكم مرة أجرى طبيب جراحة لمريض دون تعقيم مناسب.. وكم مرة مات مرضى بسبب جرعة بنج زائدة أعطاهم إياها طبيب التخدير.. مثل هذه الجرائم وغيرها.. أهى نتاج قلة موارد أم نتاج انعدام ضمير وغياب المحاسبة الرادعة.

وثمة أزمة أخرى يعانيها قطاعنا الطبي ألا وهى عدم كفاية غرف العناية المركزة وأقسام الطوارئ والاستقبال والحضانات المجهزة بالمستشفيات جميعًا بصورة تنذر بمزيد من المخاطر حال استمرارها على هذا النحو؛ فضلًا عن نقص بعض الأدوية والأدوات الطبية..

ولا ننسى أن الناس عندما يطمئنون إلى أن الحكومة تقدم لهم العلاج المناسب عند الحاجة، وتنقذهم عند الضرورة وتطمئنهم على صحتهم وصحة أبنائهم فسوف تزداد ثقتهم بها.. أما إذا شعروا بأنها لا تهتم بعلاجهم ولا تشعر بمعاناتهم في رحلة البحث عن علاج مناسب لأمراضهم بل تشترط عليهم الدفع قبل تلقى العلاج فإن الفجوة ستزداد اتساعًا بين الطرفين.

إصلاح المنظومة الصحية بدأ.. ولن يتوقف.

ونكمل غدًا..
الجريدة الرسمية