«الصيادلة» من الأبحاث والدوريات إلى الجنح والجنايات!
هل تريد أن تعرف أخبار نقابة الصيادلة؟ لا تفتش في دورية "كوسموس" العلمية الاسترالية ولا بمجلة "بوبيولار ساينس" العريقة ولا طبعا بـ"ساينتفيك أمريكان" الدورية الأمريكية العلمية العريق أيضا، ولا حتى بـ"نيتشر" الأكثر عراقة.. ولا تراسل "سميث سونيان" المؤسسة التعليمية الشهيرة ولا تسافر إلى "دوفات" بدبي لتعرف آخر أخبار الصيدلة والتكنولوجيا..
ولا حتى لجمعية التوظيف والتأهيل الكائنة بجامعة طنطا.. لا.. لا.. صارت أخبار نقابة الصيادلة في مصر مستقرة بصفحات الحوادث وسجلات النيابة ومحاضر أقسام الشرطة.. ودفاتر محضري المحاكم وأختام الفيش والتشبيه.. انتهى زمن أن تجلس لتعرف تاريخ ابن الرازي الذي قدم للبشرية مرهم الزئبق.. لأنك لن ترى إلا أهل "المرازية" ممن تخصصوا في تجهيز البشر لاستخدام المراهم وصبغات اليود والميكروكروم وغيرها من خيوط الغرز ومخاييطها!
هنا نقابة الصيادلة.. ليس لتعرف بها "ابن البيطار" أو جهود "جابر بن حيان".. ولا لتعرف تاريخ "الكسندر فليمنج" أو" برنارد ماركوس" ولا الياباني طبعا "ساتوشي أمورا " مكتشف علاج الملاريا الذي دوخ العالم.. إذ لن تجد الآن إلا أسماء "سيد القفل" أو
"عبده مجانص" أو "زكي منفاخ"!
هنا المصطلحات تبدلت والملافظ التي كانت سعد خرجت ولم تعد.. فالأبحاث تحولت إلى مباحث والمعامل تحولت إلى عمايل سوداء والمعطف الأبيض صار أحمر بلون الدم وشركات الأدوية والمختبرات لا وجود لها.. هنا الوجود والبقاء لشركات الأمن التي تضخ العضلات في الأماكن التي بها مشكلات تحمي هذا وتضرب ذاك!
هذه النقابة المحترمة العريقة أسيرة في يد من لا يعرف قيمتها ولا مقامها.. وهنا النقابة التي تضم خيرة عقول مصر وأكثرهم استنارة من علماء المعامل أو علماء الظل وقد تحولت إلى غرف حديدية وزنازين متحركة تطارد هذا وتعتدي على ذاك.. هنا الحادث العجيب الغريب حيث يتقدم مجلس نقابة ببلاغ ضد نقيبه في أول وربما آخر حادث من نوعه في العالم!
كل ذلك منذ عرفت النقابة العريقة الموقرة شخصًا اسمه محيي عبيد!
إلى متى سيقبل الصيادلة بذلك؟ وإلى متى سيرضى أحرار النقابة الكبيرة بكل الذي يجري؟ وإلى متى سيوافق المجتمع على مصادرة نقابة مهمة كالصيادلة وتركها صراعات مدمرة؟!
الصحفيون -بعد ما جرى أمس من اعتداء وحشي من بعض الفتوات وهم يؤدون واجبهم بنقل أخبار الصيادلة لعموم المصريين- أمام اختبار مهم.. أن نجحوا فيه نجوا جميعا.. وأن فشلوا ضاعوا وضاعت المهنة كلها!