رئيس التحرير
عصام كامل

استخرجت طن ونصف قمامة في 5 ساعات.. very nile حملة للتخلص من مخلفات النيل

فيتو

لقد أصبح أمرًا معتادًا بينما تتجول حول النيل وضفافه أن تقع عيناك على القمامة، أصبح الأمر عاديًا إلى درجة أن أحدًا لم يحاول أن يخطو خطوة واحدة لتغيير هذا الوضع، ولكن مجموعة من الشباب نظروا إلى النيل نظرة مغايرة وقرروا تغيير الواقع، أصروا على ألا يستسلموا للشكوى بسوء الحال وأن يقوموا بفعل إيجابي لمواجهة القمامة التي تلوث النيل، وعزموا على اتخاذ خطوة حقيقية لتنظيف النهر العظيم من خلال حملة Very Nile التي أطلقوها، وتحولت بسببها فكرة "نيل نظيف" إلى حقيقة وأمر واقع.




البداية
يقول مصطفى حبيب، مسئول حملة Very Nile: "الفكرة جت من نحو 4 شهور، كنت ماشي أنا ومجموعة أصدقاء في الزمالك، ولقينا النيل بقى شكله صعب من القمامة فقولنا نبطل نشتكى ونفكر إننا نساعد ونحاول ناخد خطوة، فقررنا نوصل لكل المسئولين للحصول على التصاريح اللازمة والتواصل مع كل من له علاقة بالنيل بدلا من الشكوى".
وصل مصطفى وأصدقاؤه إلى مجدي غالي، مالك نايل تاكسي، وشادى عبد الله، من Greenish وهي مؤسسة تمتلك خبرة في تنظيف الشواطىء، وتواصل الشباب أيضًا مع الدكتورة سارة البيه، رئيس الاتحاد المصري للتجديف، وشركة بسيطة، وساعد هؤلاء الشركاء في تنفيذ فكرة حملة Very Nile، وهي حملة غير هادفة للربح، وتهدف في الأساس إلى جعل عملية تنظيف النيل مستمرة ومستدامة، بالإضافة إلى أنها تستهدف زيادة توعية المواطنين بعدم إلقاء البلاستيك في النيل.



كان يوم 15 ديسمبر الماضي يوما هاما بالنسبة إلى Very Nile، فقد كان يوم الحدث الأكبر الذي دعوا إليه من خلال فيس بوك كل الراغبين للمساعدة في تنظيف النيل، ويقول عنه مصطفى "إحنا ما كناش محتاجين تمويل كبير أوى لليوم ده، كل حاجة الناس اتبرعت بيها، وده بيأكد قد إيه عظمة المصريين"، أما الأدوات والمعدات اللازمة لتنظيف النيل، فقد تبرعت سفارة نيوزيلندا وIOM بالأموال اللازمة لتوفيرها.

واستكمل مصطفى حديثه: "كنا فاكرين إننا مش هنقدر نجمع 100 شخص، بس في الحقيقة لقينا نحو 250 متطوعا، واتجمعنا عند النادي المصري للتجديف، كان معانا ناس مهمين في اليوم ده جدًا، زي الكشافة البحرية بالقاهرة، والكشافة البحرية بالجيزة، وشارك معانا ناس من المدارس والجامعات، ده غير الناس اللى انضمت لينا بعد ما كانت ماشية في الشارع عادي وشافتنا فاتحمست للموضوع".


يؤكد مصطفى أنه تم توزيع المتطوعين وكان هناك من ينظف على الشاطىء وآخرين في مياه النهر، ويقول إن بعض المتطوعين قد ذهب لتنظيف أسفل كوبري الجلاء، وآخرين عند كورنيش العجوزة، بالإضافة إلى وجود نحو من 70 إلى 90 مركبا كانوا مسئولين عن توصيل المتطوعين.

وعن نتيجة هذا اليوم "إحنا في 3 ساعات جمعنا 1.5 طن قمامة، بقوة عاملة 250 شخصا، لو عملنا كده أكتر من مرة في أكتر من مكان هنطلع كميات أكبر"، ويدعو مصطفى إلى وقف إلقاء القمامة في النهر ووقف استخدام البلاستيك الذي يتم استخدامه لمرة واحدة، مبررًا ذلك بأنه يحتاج إلى 30 سنة للذوبان في مياه النهر، مؤكدًا أن البلاستيك أصبح منتشر في النهر وفي البحار، مما أثر على الحياة السمكية وبالتالي الحياة بصفة عامة، وهناك أسماك كثيرة تموت بسببه.


بين الطن ونصف قمامة الذي حملة النهر بين مياهه لسنوات، والذي أخرجه المتطوعين يوم السبت الماضي، كانت هناك عناصر غريبة وغير متوقعة، فبينما ينتشر البلاستيك بأشكاله وأنواعه، وجد المتطوعون أجزاء من "حوض حمام" مكسور، ويؤكد مصطفى أيضًا "لقينا خاتم ألماظ وكائنات بحرية عمرنا ما شوفناها محشورة بين زجاجة بلاستيك، طبعا ده غير كمية كبيرة جدًا من الجزم".


تنظيف مستمر
يؤكد مصطفى أن حملة تنظيف النيل لن تكون فقط ليوم واحد، بل تستهدف Very Nile أن يكون نشاطها مستمر وذلك على مستويين، الأول على مستوى الصيادين العاملين في نهر النيل، من خلال إقناعهم بجمع القمامة من النهر، وسيتم منحهم مكافأة إما مادية أو غذائية أو أي نوع من المساعدة التي يحتاجونها مقابل كل كمية يتم تجميعها من البلاستيك والقمامة.

ويؤمن مصطفى بنجاح هذه الفكرة خاصة أن الصيادين في الطبيعي يجدون قمامة أثناء الصيد، أما المستوى الثاني فهو الأحداث التي يجتمع فيها المتطوعون لتنظيف النيل، والتي تحدث كل شهر أو شهرين.


ويؤكد مصطفى أيضًا أن Very Nile تسعى إلى أن يتم إعادة تدوير القمامة التي يجمعها الصيادون، أو التي يجمعها المتطوعون في الأحداث الكبيرة، ويتم إرسالها إلى حي الزبالين الذين يعيدون تدوير أي قمامة، وستقوم Very Nile مرة أخرى بإرسال القمامة المعاد تدويرها إلى شركات تُعيد تشكيل البلاستيك المُعاد تصنيعه إلى أساور يتم بيعها، ومنح نقودها للصيادين كمكافأة أو لشراء معدات جديدة لتنظيف النهر، وهكذا في دورة مستمرة تساهم في تنفيذ أنشطة الحملة بنجاح، وفي الأخير يؤكد مصطفى "أنا سافرت وشوفت بلاد كتير، بس بجد مصر أحلى بلد في العالم، وأهم حاجة إن إحنا نبتدي بنفسنا عشان نصلح أي مشكلة بنشوفها، وما نقولش كلمة هي جت عليا".

الجريدة الرسمية