رئيس التحرير
عصام كامل

«ضحايا النزاعات».. المهاجرون يدفعون ثمن انتفاضة أوروبا

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

تزامنًا مع انتشار الاحتجاجات في أوروبا عقب ظهور حركة" السترات الصفراء" في فرنسا الشهر الماضي، للتعبير عن الرفض الشعبى لفرض الضرائب على الوقود، والمطالبة بتحسين الأوضاع المعيشية، وأخيرا التظاهرات التي اندلعت في بروكسل للتنديد بميثاق الهجرة، حملت جميع تلك النزاعات تداعيات بثناياها يدفع المهاجرون ثمنها من مستقبلهم الذي يتحول لمزيد من الظلام بعد أن أصبحوا أشخاصا منبوذين غير مرغوب فيهم داخل أي مكان وتبدد حلمهم بالإقامة في الجنة الموعودة.


بين الآمال والمخاوف
أصبح ميثاق الهجرة الخاص باستقبال ومعاملة اللاجئين في دول أوروبا أحد أول العناصر المتأثرة بالأزمات المشتعلة بالقارة العجوز في الآونة الأخيرة، حيث اعتبره بعض المحللين ومن بينهم الدكتور ماك شرقاوي المحلل السياسي وعضو الحزب الديمقراطى الأمريكي، يفتقد تعريف اللاجئ والمهاجر، فبحسب تعريف الأمم المتحدة يعد ميثاق الهجرة أول اتفاق يتم التفاوض عليه بين الحكومات لتغطية جميع أبعاد الهجرة الدولية بطريقة شاملة، وهو ما تحمست له دول العالم في الأول ووقعت على مسودة الميثاق إيمانا منها بضرورة إيجاد حل يحمي المهاجرين من ناحية ومن الناحية أخرى ليسهل تنظيم الهجرة على الدول.

وعقب التوقيع الرسمي على ميثاق الأمم المتحدة للهجرة في المغرب انسحبت دول منه فيما تعيش أخرى على وقع انهيار الائتلافات الحكومية ومظاهرات اليمين المتطرف الرافض لمبدأ الهجرة، كما ظهرت حالة من الفزع والرفض للميثاق لاسيما في أوروبا واندلعت اشتباكات عنيفة في العاصمة البلجيكية بروكسل أمس بين المتظاهرين وقوات الأمن احتجاجا على قانون الهجرة، وتنديدًا بالأوضاع المعيشية ورفض استقبال مهاجرين جدد وتهديد مصير المهاجرين الحالين بعد رفض اليمين المتطرف لهم.

تبدد الحلم
تبدد الحلم بالفردوس الأوروبي لدى المهاجرين، فحتى الآن لم يجد ميثاق الأمم المتحدة حلًا للمهاجرين العرب الحالمين بالذهاب إلى أرض الأحلام، الذين لا يبحثون سوى عن الأمان ولقمة العيش والمستقبل، إضافة إلى مشكلة تأخرهم في الحصول على الإقامة هناك ورفض طلبات اللجوء.. حتى أصبح الكثير من المهاجرين الأفارقة لا يعرفوا ما ينتظرهم في أوروبا من مواجهة واقع صعب مغاير لما تصوروه واكتشافهم بأن أوروبا ليست الجنة الموعودة، ومن ثم العودة إلى بلادهم مرة أخرى.

تحذيرات
أما عن المواطنين المهاجرين في الدول التي تشهد نزاعًا مستمرًا مثل فرنسا التي شهدت مؤخرا تظاهرات تحت مسمي "حركة السترات الصفراء"، لم تصدر الدول العربية تجاه مواطنيها سوي تحذيرات تطالبهم بتوخي أقصى درجات الحذر والحيطة في تحركاتهم خلال التظاهرات الفرنسية والابتعاد عن أي تجمعات أو أعمال شغب قد تشهدها المدن الفرنسية في الفترة المقبلة، من بينهم السفارة السعودية لدى باريس والسفارة الإماراتية لدى فرنسا والتي دعت على حسابها على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" رعاياها إلى عدم الخروج نهائيا من مقر الإقامة خلال أيام العطلة وتجنب الذهاب إلى "جادة الشانزليزيه" وميدان "التراكاديرو"، و"ساحة الفاندوم"، ومنطقة "الاتوال"، والحدائق والساحات المجاورة لقصر الإليزيه والأماكن الأخرى التي يوجد بها تجمعات، وغيرها من الدول العربية مثل البحرين والكويت في حين ظل مستقبلهم معلقا داخل هذه الدول إلى أن يُقرر مصيرهم بالطرد أو باستمرار العيش في ظروف قاسية.
الجريدة الرسمية