رئيس التحرير
عصام كامل

خناقة المحافظ!


في الاجتماع الذي عقده محافظ أسيوط اللواء جمال نور الدين مع نواب البرلمان عشية الأحد الماضي، فوجئ المحافظ بأحد نواب ديروط موجها اللوم للمحافظ بسبب الجولات السرية التي يقوم بها دون علم النواب!.. الأمر الذي زاد من سخونة النقاشات وتدخل نواب آخرين في التضامن مع نائب ديروط، وقد تم احتواء الصدام قبل تصاعده بعدما أوضح المحافظ أن سرية الجولات يفرضها الأمر الواقع، ومن منطلق الرقابة الفعالة التي تستلزم التحرك الحثيث والسري في بعض الأحيان!


محافظ أسيوط الذي دخل عزبة "سعيد" بأبنوب على ظهر لودر ما زال يراهن كثيرًا على قدرته على التغلب على مافيا الأراضي واستعادة أراضي الدولة المنهوبة.. محافظ أسيوط الذي أغلق باب مكتبه على مسئولي شركة مياه الشرب للوصول لحل نهائي بشأن محطة مياه "شلش" بديروط ما زال يراهن على قدرته في القضاء على فساد المحليات وتطهير الإدارات الهندسية.

محافظ أسيوط الذي يقود حملة شرسة ضد التعديات على الأراضي الزراعية ما زال يراهن على انتصار المنطق والقانون ضد رغبات بعض نواب البرلمان.

الصعيد يحتاج مجهودا مضاعفا في كل شيء، بدءا من ضرورة إنشاء ظهير صناعي يمتص جزءا من البطالة، إلى ضرورة الاهتمام بالبنية الأساسية من طرق ومستشفيات ومدارس ومياه شرب وصرف صحي.. الصعيد يحتاج مخلصين يعملون من أجل استرداد أراضي الدولة المنهوبة التي تساوي الكثير بأسعار اليوم، التي حان وقت استردادها أو تدشين مشروعات منافع عامة عليها.

أؤكد أن الإرث في الإدارة المحلية ثقيل، وأن هناك تقصيرا تراكميا في الخدمات يضرب بجذوره سنوات طويلة من الاستهتار والفساد، بما يُصعب من مهمة المحافظ الحالي، خاصة فيما يتعلق بمشروعات الصرف الصحي التي بدأت في ديروط عام 1997 ولم يتم الانتهاء منها حتى الآن!!.. والمشكلات التي تواجه مشروع الصرف الصحي بالقوصية، وأهمية التحرك السريع نحو الغابات الشجرية.. نعم مشروعات الصرف الصحي تحتاج مزيدا من الجهد ومحاسبة المقصرين!

أسيوط التي تُعد أحد أفقر محافظات الجمهورية وتتفشى الأمية بها بنسبة 40% تحتاج جهدا من المحافظ الذي لا ينام في ظل مهام ثقال ملقاة على كاهله، وأشيد هنا بتفعيل منظومة الشكاوى التي يتبناها المحافظ ومتابعة الشكاوى بنفسه في أحيان كثيرة.
الجريدة الرسمية