رئيس التحرير
عصام كامل

مى عبدالرحمن تكتب: هل تتدخل الدولة لإنقاذ التراث النادر؟.. الخطر يهدد مكتبة حسن كامى.. تجار الكتب: «المستشرق» ليست بها كتب نادرة.. ومصادر: مليئة بالكنوز التراثية

الفنان الكبير حسن
الفنان الكبير حسن كامي

رحل الفنان الكبير حسن كامي، فجر الجمعة الماضية، بهدوء تاركا خلفه إرثا ثقافيا ومعرفيا لا يقدر بمال، والذي يتمثل في مكتبته بمنطقة وسط البلد، وتحمل اسم «المستشرق»، وتضم نوادر الكتب التراثية والخرائط والتراجم وعددا من اللوحات الفنية العريقة.


ورغم رحيل حسن كامي في هدوء، إلا أن رحيله المفاجئ فتح بابا من الخوف والقلق بين عدد من الباحثين والمثقفين والفنانين أيضا، حول مصير مكتبته «المستشرق» خصوصا وأنها تضم نحو أكثر من أربعين ألف عنوانا، ما بين كتب قيمة ولوحات فنية نادرة، ومنها نسخة من بين ثلاثة حول العالم لكتاب «وصف مصر القديم» والذي يعود تاريخ نسخته إلى عام 1812م، أيضًا بها نسخة من مجموعة كتاب «بروس عن نهر النيل» والمكون من خمسة أجزاء، وهي التي كُتبت في القرن الـ18، وهى من أروع الكتب التي كتبت عن نهر النيل لاحتوائها على أسرار مجهولة وخطيرة عن نهر النيل، إضافة إلى كتب الاستشراق الأولى، والأطالس النادرة وبعضا من مقتنيات مكتبة «هاشيت» الفرنسية الشهيرة، والتي حرقت ودمرت في أعقاب الحرب العالمية الثانية.

لم يتوقف الأمر عند حد التساؤلات، لكن على جانب آخر تعالت أصوات عدد من تجار الكتب القديمة، تنفى تماما صحة ما هو معروف عن مكتبة حسن كامى، واحتوائها على مجموعة من نوادر الكتب والأطالس التي تشكل أحد الكنوز التراثية الثقافية والحضارية، إضافة إلى ترديد عبارات من شأنها ترسيخ فكرة تصفية المكتبة والاستعداد لبيعها.

ووسط هذه الحالة من الجدل، تواصلت «فيتو» مع عدد من المصادر للبحث في «لغز» إنكار أهمية مقتنيات مكتبة «المستشرق»؟!

وأكد أحد المصادر، أن مكتبة «المستشرق» أحد الكنوز التراثية، لما تحتويه من كتب تراثية ولوحات فنية نادرة وخرائط تساهم في حل قضايا ونزاعات دولية الآن، مشيرا إلى أنه يحفظ محتويات مكتبة كامى عن ظهر قلب، ويعرف أهمية الكتب والخرائط واللوحات التي بها.

وأوضحت المصادر لـ«فيتو» أن الإشاعات التي انتشرت مؤخرا على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك» ومحاولات عدد من كبار تجار الكتب وترويجهم بأن مكتبة حسن كامى ليست بها مقتنيات وكتب تراثية نادرة، دليل على أن هناك خطرا يهدد مكتبة «الاستشراق» وما تحتويه من كنوز تراثية، وهناك من يسعى إلى تسريب محتوياتها، مشيرا إلى أن المكتبة كانت مِلك يهودي مصري يسمى "فيلدمان" مشهور بجمع الوثائق والخرائط، رحل عن مصر بعد العدوان الثلاثي 1956، وتنازل عنها لـ"شارل بحري" أحد المثقفين المصريين، وبعد 17 عاما من الإلحاح عليه باعها "شارل" إلى "كامي".

وناشدت المصادر أجهزة الدولة، ضرورة التدخل للحفاظ على هذا الكنز المعرفى، قبل تسريبه في غفلة منا جميعا، خصوصا أن المكتبة كان يتردد عليها زبائن من جميع أنحاء العالم، ويقدرون ما بها من محتويات، مؤكدة أنه لم يكن هناك أحرص من الدولة المصرية على الحفاظ عليها، متمنيا أن يتم التواصل مع ورثة الراحل حسن كامي في أقرب وقت ممكن لحماية مقتنيات المكتبة من التسريب خارج الدولة.

وهنا يبقى التساؤل مفتوحا هل تتدخل الدولة لإنقاذ «تراث كامي» النادر، وهل ستعوض العاملين إذا وجدت وصية بذلك؟
الجريدة الرسمية