رئيس التحرير
عصام كامل

أحمد موسى.. حلقة تأخرت 40 عاما ولكن!


ناقش الكاتب الصحفي الإعلامي الأستاذ أحمد موسى قبل إجازته الأسبوعية فكرة إلغاء خانة الديانة من المحررات الرسمية.. البطاقات وجوازات السفر، واستضاف بمهنية من يمثلون وجهتي النظر سعيا منه -ومنهم- للوصول إلى القرار الأنسب خصوصا أن المناقشة جرت بحضور المشاهدين من خلال المداخلات والرسائل مع استطلاع للرأي قام به البرنامج بإشراف من الزملاء في إعداده!


المؤيدون يرون أن المصريين متساوون أمام القانون وفي المجتمع، والمواطنة هي معيار كل شيء، والمختلفون يرون أن لا دخل للمواطنة بالأمر، حيث ترتبط خانة المواطنة بتنظيم كثير من الأمور وليس للتمييز بين المصريين!

والأصل في المطلب أو مثل هذه المطالب ارتباطها فعلا بالرغبة في القضاء على كل صور التمييز أو حتى شبهات التمييز.. وهذا شعور محمود وطيب.. إلا أن الواقع يقول اليوم خلاف ذلك.. فالمجتمع المصري بكل أسى وأسف تغير كثيرا الأربعين عاما الماضية.. ربما منذ حادث الزاوية الحمراء وإلى اليوم لعبت فيه الجماعات المتطرفة وفي مقدمتهم الإخوان دورا سلبيا وخبيثا.. في مصر الآن اختفت الأسماء المشتركة التي كانت موجودة حتى منتصف السبعينيات..

اختفت -حتى تراجعت- أسماء عادل وعماد وسامي وسمير ونادر وجمال وعصام وصفوت، وفي الإناث تراجعت أسماء نادية وسامية وعفاف وعايدة وفايزة وغيرها.. الآن فريق يسمى حمزة وعبيدة وبسمة ومروة وفريق يسمى بيتر وأندرو وفرانسوا وديفيد وماريان وكريستين.. إلى آخره.. كل هذه الأسماء محترمة ورائعة ومنها من له تقديره الخاص روحانيا وتاريخيا.. إنما -هنا- نتكلم عن انكفاء كل فريق على نفسه بعد أن تراجعت المشتركات لأسباب كثيرة -أهمها غيبوبة الحكومات السابقة- فلجأ كل فريق إلى أسماء تخصه وحده وترتبط لديه بدلالات تخصه وحده أيضا!

الآن.. يقف هذه وذاك أمام مكتب من مكاتب استخراج أو قضاء أي أوراق رسمية سيكون من السهل جدا معرفة الهوية من خلال الاسم.. لا يمكن أن يكون بيتر مسلما ولا يمكن أن تكون بسملة مسيحية! كما في الأسماء الكردية في العراق "افندار وجلنك" أو "اريناس ونومينسا"، من الأسماء الأمازيغية في بعض دول المغرب العربي.. الواقع تجاوز الفكرة.. صحيح كان لدينا أسماء بولس وصموئيل لكن ظلت استثناء وليست أصلا.. فتقبلناها جميعا..

اليوم صار العكس هو الصحيح.. ولذلك وقبل مرور أربعين عاما أخرى قد ينقسم المجتمع أكثر وأكثر، ندعو الأستاذ موسى وكل برامج صدى البلد للاستمرار في تحمل مسئولياتها الوطنية، بل وكل برامج الإعلام المهموم بقضايا مصر أن يفتح النقاش واسعا أمام المتخصصين من أهل العلم من خبراء الاجتماع والاجتماع السياسي وغيرها ليبحثوا الأمر..

فربما استطاع البرنامج أو غيره إلزام مؤسسات البحث في مصر للقيام بمهامها.. فالمجتمع جدت عليه عشرات الظواهر آخرها الانتحار والقتل الأسري المفزع وهذه المؤسسات تكتفي بالمشاهدة!

فلنتجاوز قصة خانة الديانة ولنبحث -في هذه النقطة عن سبل إعادة مصر إلى ما كانت عليه!
اللهم بلغت.. اللهم فاشهد
الجريدة الرسمية