«مصيدة ذبابة الفاكهة» تنقذ سوق العبور من 100 ألف جنيه خسائر يومية
أبسط الأفكار ربما هي الحل الأسهل لأصعب المشكلات، هذه قاعدة ربما تكون صادقة في أغلب الأحيان إذا توافر الوعي والعلم، لبيان تحليل الأفكار وتطبيقها بشكل سليم.
وتنطبق هذه القاعدة على ما فعله المهندس خالد أبو عميرة، أحد منتجي الموالح، بعد أن لاحظ الرجل أكثر من مرة في زياراته المعتادة لسوق العبور انتشار ذبابة الفاكهة في المخازن والمحال، وهو ما استدعى لديه فكرة أخرى وهي أن مقاومة تلك الذبابة التي تعتبر أكثر الإصابات شراسة ممكنة بدون مبيدات لها آثار ضارة على الإنسان والبيئة، وبالتالي فالمكافحة البيولوجية هي الحل.
ويقول أبو عميرة: "مصائد ذبابة الفاكهة هي أسهل وأنجح طرق الوقاية من تلك الآفة الخطيرة، وخلال تواجدي بسوق العبور وملاحظتي الإنتشار الكبير لذبابة الفاكهة، فكرت في أحضار مصيدة ذبابة فاكهة وخوخ من سيارتى ووضعتها أمام المزارعين وتجار سوق العبور وسرعان ما امتلأت المصيدة بذباب الفكاهة الذي لا يعرف التجار شكله في الأصل وبدت علامات التعجب على وجوههم، وبعد أن أطلعتهم على تفاصيل ما حدث أمام أعينهم اقتنعوا باستخدام المصائد وطلبوا مني إحضارها لهم لتقليل التالف من الفاكهة في السوق يوميا والمقدر بـ100 ألف جنيه في اليوم.
ويؤكد أبو عميرة الذي يرأس جمعية الزراعة المستدامة غير الهادفة للربح والتي تهدف إلى تحويل المزارع من استخدام المبيدات إلى الزراعة العضوية، أن المصائد حل أمثل في مكافحة تلك الحشرة بدون رش مبيدات والتي تلوث المناطق الزراعية المحيطة بمنطقة سوق العبور ومنها منطقة جمعية أحمد عرابى الزراعية والتي تضم آلاف الأفدنة والتي تصاب بتلك الحشرة القادمة من سوق العبور.
وتابع: "كم الخسائر التي يمكن تلافيها نتيجة انتشار ذبابة الفاكهة بمبلغ لا يذكر لا يتجاوز الـ3000 جنيه في الشهر فوجود تلك المصائد في السوق أمام المزارعين القادمين للسوق سينشر فكرة مقاومة تلك الحشرة بالمصائد وهو ما يمنع رش المبيدات القاتلة في المزارع وتوفير مبالغ طائلة ثمن المبيدات وكذلك إنتاج منتجات صحية يتناولها المواطن المصرى بأمان ذلك بثمن لا يذكر فتكلفة المصيدة الواحدة 30 جنيها وتوزع بأعداد معينة وبشكل مدروس حسب التخطيط المتبع في كل مكان سواء مزرعة أو عنابر التخزين.
مبادرة أبو عميرة لم تكن من خلال عرض الفكرة بشكل عملي داخل السوق فقط بل استكمل مبادرته والتقى اللواء محمد شرف المدير التنفيذي للسوق والذي أبدى حماسا للفكرة وقرر عرضها على مجلس أمناء سوق العبور والذي وافق على تنفيذ خطة جمعية الزراعة المستدامة في مقاومة ذبابة الفاكهة ونشر المصائد في عنابر السوق لمكافحة ذبابة الفاكهة والخوخ.
وحسب أبو عميرة فإن تطبيق نظام مكافحة ذبابة الفاكهة ليس أمرا عشوائيا بل له ضوابط تساعد على نجاحه وهي:
1. يجب أن توضع المصائد الغذائية الجافة داخل العنابر بصفة دائمة طالما متواجد بها ثمار فاكهة ناضجة على أن تكون بين المصيدة والأخرى مسافة 20 مترا على جانبي العنبر بحيث يكون توزيعها منتظما داخل كل العنابر.
2. يجب الحذر جيدا بميعاد صلاحية الجاذب الغذائى للذباب الموجود في المصيدة وهو شتاء من 40-50 يوما (من شهر أكتوبر إلى فبراير) وصيفا من 30-40 يوما (من شهر مارس إلى سبتمبر) وتغيير الجاذب أو الفرمون في الوقت المناسب هو عامل هام جدا في نجاح المكافحة.
3. يجب في كل عنبر وضع مصيدة فرمونية جنسية لذكور ذبابة الخوخ ومصيدة فرمونية جنسية أخرى لذكور ذبابة الفاكهة في منتصف كل عنبر فاكهة في الظل على ارتفاع 3 أمتار.
4. يحتاج العنبر إلى 10 مصائد بها جاذب غذائى لذبابة الفاكهة ومصيدة فرمونية لذكور ذبابة الفاكهة ومصيدة فرمونية لذكور ذبابة الخوخ.
5. عند تغيير الجاذب أو الفرمون في المصيدة يجب تنظيف ما بداخلها.
6. توضع المصيدة في الظل على ارتفاع 3 أمتار ويكون هناك مساحة خالية من كل الجوانب حولها ويحظر تعرضها للشمس.
7. يجب متابعة حالة الثمار في أماكن العرض والتأكد من عدم وجود نخزات من ذبابة الفاكهة أو الخوخ على الثمار وفى حالة الاشتباه يجب تنظيف المكان فورا من بواقى الفاكهة التالفة وعدم تركها لتجمع وانتشار ذبابة الفاكهة والخوخ في العنبر.
8. يمنع رش أي مبيد حشرى كيماوي يلوث المنتجات المعروضة.