ذبابة الفاكهة بعبع الصادرات المصرية.. «تقرير»
تعتبر ذبابتا الفاكهة وثمار الخوخ من الحشرات التي تصيب الثمار مسببة لها أضرارا جسيمة، وتتسبب هاتين الذبابتين في رفض بعض الصادرات المصرية من الفاكهة نتيجة الإصابة، وتعمل الدولة منذ عدة سنوات على مكافحة تلك الذبابة لفتح باب أوسع أمام الصادرات المصرية.
وأظهرت دراسة صادرة عن مركز البحوث الزراعية أعدها الدكتور عبد الفتاح جاد هاشم، والدكتور مختار فرج الوقا، والدكتورة نهاد عبد الحميد سليمان عن ذبابة الفاكهة وأضرارها وكافة الآثار المترتبة على ظهورها في الحقول.
الأضرار
تتواجد حشرة ذبابة فاكهة البحر المتوسط طوال العام، وتصيب هذه الحشرة معظم ثمار الفواكه المعروفة في مصر بل وفي منطقة حوض البحر المتوسط بأسرها مثل الخوخ والمشمش والكمثرى والبرقوق والتفاح والمانجو والجوافة والتين والباباظ والموالح بمختلف أنواعها، بخلاف بعض العوائل الثانوية ومنها بعض محاصيل الخضر من الطماطم، وتعتبر من الحشرات ذات التطور الكامل "البيضة، اليرقة، العذراء والحشرة الكاملة" وفيما يلي وصفًا لهذه الأطوار:
وتصبح ذبابة الفاكهة خطرا في طور اليرقة المسبب للضرر الاقتصادي، والذي يتسبب في تدمير الثمرة المصابة؛ حيث إن اليرقة تصيب اللب الداخلي للثمرة محدثة بذلك أنفاقًا داخلها مما يؤدي إلى سقوطها وتعفنها.
واليرقة أسطوانية الشكل ذات لون عاجي "أبيض مصفر" مدببة من الأمام تتميز بوجود ثلاث حلقات صدرية (1) لها زوج من الخطاطيف الفكية (2) عديمة الأرجل ولها ثماني حلقات بطنية (3) وزوج من الفتحات التنفسية (5) والفتحة الشرجية (4) ويتضح ذلك من الشكل رقم (4).
ثانيًا : ذبابة ثمار الخوخ
هذه الآفة تم رصدها في مصر حجريًّا عام 1924 لكنها اختفت ثم ظهرت عام 1993 وبدأت تصيب ثمار الفاكهة المختلفة بشدة.
ومع ظهورها في البيئة المصرية بدأت أعداد ذبابة فاكهة البحر المتوسط في الانحسار في بعض المناطق؛ حيث إن درجة الحرارة والرطوبة النسبية المرتفعتين يزيدان من نشاط الحشرة وقصر الفترة اللازمة لاستكمال دورة حياتها، ويتوفر هذا المناخ في المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية.
وتنتشر هذه الآفة في جنوب شرق آسيا والسعودية وعمان واليمن وجزيرة موريشيوس، وتصيب العديد من ثمار الفاكهة خاصة ثمار المانجو والجوافة والخوخ والمشمش والتين والموالح وغيرها من أنواع الفاكهة، وقد تم رصدها على العنب إذا ما تم زراعته بجوار أي من العوائل المفضلة للحشرة وفي عدم وجود ثمار للعوائل المفضلة، هذا بخلاف العوائل الثانوية من محاصيل الخضر مثل القرعيات والباذنجان والفلفل بأنواعه والطماطم.
وتعتبر هذه الآفة من الحشرات كاملة التطور "بيضة، يرقة، عذراء وحشرة كاملة" وتختلف الحشرة الكاملة في الشكل الظاهري عن ذبابة فاكهة البحر المتوسط ويصعب تمييز الاختلاف بين الحشرتين في طور البيضاء والطور اليرقي وطور العذراء بالعين المجردة، وفيما يلي وصفًا لهذه الآفة :
المصائد
ابتكر بعض العلماء عدة طرق لمكافحة ذبابة الفاكهة وذكرتها الدراسة بالتفصيل؛ حيث تعتبر المصائد من أهم الوسائل المتبعة للتعرف على وجود أي من ذبابة فاكهة البحر المتوسط أو ذبابة الخوخ وكذا تتبع تعدادها على العوائل المختلفة وأهم أنواع المصائد المستخدمة هي:
مصيدة جاكسون :
مصيدة مصنوعة من الورق المقوى "الكرتون" المغطى بمادة شمعية لمنع تلف الورق سريعًا ويتم ثنيها على شكل هرمي، وتوضع على القاعدة من الداخل قطعة أخرى من الورق المقوى مغطاة بمادة لاصقة قوية ويعلق في أعلاها من الداخل فتيل قطني مشبع بالمادة الجاذبة الجنسية "والتي تجذب الذكور فقط" مخلوطًا بمادة سامة "الملاثيون الخام أو مادة DDVP".
- تستخدم مادة الميثيل إيوجينول في جذب ذكور حشرة ذبابة ثمار الخوخ.
- تستخدم مادة الترايميدلور لجذب ذكور حشرة ذبابة فاكهة البحر المتوسط.
مصيدة نادل :
مصيدة بلاستيكية ذات تجويف داخلي يوضع فيه الجاذب الجنسي المخلوط بالمادة السامة "الملاثيون الخام في حال استخدام الميثيل إيوجينول ومادة DDVP في حال استخدام مادة الترايميدلور"، وهذه المصيدة تجذب الذكور فقط ولا تستخدم معها مادة لاصقة وتموت الحشرة داخل الجزء الأخير من المصيدة نتيجة لتأثير المادة السامة عليها.
مصيدة ماكفيل:
تستخدم الجاذبات الغذائية في هذا النوع من المصائد وتقوم بجذب كل من الذكور والإناث، وتستخدم إما زجاجية أو بلاستيكية ويوضع بداخلها مادة الداي أمونيوم فوسفات بتركيز 3% وذلك لجذب حشرة ذبابة ثمار الخوخ، أما في حالة حشرة ذبابة فاكهة البحر المتوسط فيستخدم ذات المركب بتركيز 2% فقط.
وطالب اتحاد مصدري الحاصلات الزراعية في أكثر من مناسبة بتفعيل برامج مكافحة ذبابة الفاكهة لما لها من أثر على رفض الصادرات المصرية من الفواكه الموالح والعنب بسبب تفشي تلك الذبابة في المحاصيل.
وكانت وزارة الزراعة ممثلة في إدارة الحجر الزراعي أعلنت نجاحها في تجربتها المعملية وهي المعاملة بالتبريد للقضاء على الأطوار غير الكاملة لحشرة ذبابة الفاكهة، وذلك للتأكد من تطبيق الاشتراطات التي تتطلبها دول التصدير، وتسهيل وانسيابية الصادرات الزراعية.
