٢٠١٨ عربيا!
دون أي تجاوز للحقيقة، فإن عام ٢٠١٨ يعد واحدا من الأعوام شديدة السوء للعرب.. ففي بداية هذا العام تم نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، بعد اعتراف إدارة ترامب بها عاصمة لإسرائيل، وبدأت واشنطن خطوات عملية لتصفية القضية الفلسطينية التي كانت تسمى قضية العرب الأولى..
وذلك بالتوقف عن تمويل الأونروا التي تساعد اللاجئين الفلسطينيين، وإغلاق مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في أمريكا، ودعم إسرائيل في بناء المزيد من المستوطنات في أراضي الضفة الغربية.. أما نهاية هذا العام فقد شهدت واقعة اغتيال الصحفي السعودي خاشقجي، وهو ما فتح الباب واسعا على مصراعيه لممارسة ضغوط دولية وإقليمية على السعودية، وأنعش من أطماع بعض القوى الإقليمية (تركيا وإيران) في منطقتنا..
بينما شهد هذا الأجل ما بين البداية والنهاية الكثير من الأزمات والمشكلات العديدة على الساحة العربية، كان في مقدمتها أزمات في الأْردن والعراق وتونس، بالإضافة للأزمة السورية والليبية اللتان لم تثار عن حل لهما.
في عام ٢٠١٨ الذي يتأهب للرحيل تعرض الأمن القومي العربي لانكشاف كبير وواسع، وهو ما أتاح الفرصة لبعض القوى الإقليمية والعالمية للتدخل في شئون الدول العربية.. واستمرت الأزمات التي تعصف بالعديد من الدول العربية وزاد عليها تجدد الأزمات في دول جديدة كانت تتصور أنها بمنأى عن الخطر.. وتعرضت العديد من الدول العربية لمصاعب اقتصادية كبيرة هددت السلم المجتمعي فيها..
باختصار.. كان عام ٢٠١٨ أحد أسوأ الأعوام التي مرت على الدول العربية وشعوبها.. وبات الأمر يحتاج في العام الجديد إلى حسم عربي ما زال مفقودا في إيجاد حل لهذه التحديات التي تواجه العرب الآن.. إن أغنياء الغرب بعد أن خسروا رهانهم على الاعتماد على أنفسهم ودعم بعض القوى الإقليمية غير الغربية، وبعد أن صارت أموالهم في أوروبا وأمريكا مهددة بخطر التجميد وربما المصادرة أيضا، عليهم أن يستثمروا أموالهم في منطقتنا العربية، لأن ذلك أكثر أمانا لهم، وأيضًا أكثر ربحا..
كما أن اعتماد العرب على قوى خارجية في تحقيق أمنها لم يعد مجديا ويعرضهم للابتزاز.. وإدراك العرب لذلك سوف يجعل عامهم الجديد مختلفا، وأفضل من عام ٢٠١٨.