رئيس التحرير
عصام كامل

قتلة البراءة.. رصاص الاحتلال يحصد أرواح أطفال فلسطين

فيتو

لم يكتف جنود الاحتلال بإطلاق رصاصات الغدر تجاه الفلسطينيين السلميين العزل، بل سجلوا رقما قياسيا جديدا في إسالة الدماء ليس فقط الشيوخ والنساء بل أيضا الأطفال، ليسقط الطفل أحمد أبو عابد البالغ من العمر 4 سنوات و8 أشهر شهيدا جديدا برصاص الجيش الإسرائيلي ، متأثرا بإصابته الجمعة الماضية ليصبح أصغر شهداء مسيرات العودة التي انطلقت في نهاية مارس الماضي لكسر حصار غزة.


استشهاده
خرج الطفل أحمد للمشاركة في مسيرات العودة الفلسطينية، بعدما طلب من والدته السماح له بمرافقة والده قرب الحدود الشرقية لمدينة خان يونس، جنوبي قطاع غزة، لكنّها رفضت ذلك، إلا أن الأب وافق، أمام إصرار طفله، على أخذه معه كونه كان يعتبر الخروج في تلك المسيرات على سبيل النزهة، حيث يجلس بعيدا عن السياج الفاصل.

وبعيدا عن الخطر، وفور وصوله إلى المنطقة الحدودية برفقة والده، بدأ الجيش الإسرائيلي المتمركز على الجانب الآخر من الحدود بإطلاق الرصاص والغاز المسيل للدموع بكثافة تجاه المتظاهرين، ولفت ياسر – والد الطفل الشهيد – في حديث مع وكالة الأناضول التركية إلى أنه شاهد قناصا من الجيش الإسرائيلي يلتفت إليه ولأحمد، حيث كان بجوارهما 6 من المتظاهرين وأطلق رصاصة واحدة من النوع "المتفجر"، تجاههم، أصابتهم جميعا بشظايا، فيما أصيب الطفل أحمد بعدة شظايا في جسده إحداها فقأت عينه اليمنى، إلى أن أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية مساء  الإثنين الماضي استشهاده متأثرا بإصابته.


الشهيد الرضيع
ولم يكن الطفل أحمد هو الأول بل شهد شهر ديسمبر من العام الماضي نبأ مؤلما بإعلان استشهاد الرضيع يوسف عماد أشكيان من شمال قطاع غزة، والبالغ من العمر 6 أشهر، في المستشفى الإندونيسي، متأثرًا بجراحه عقب استهداف الطيران الإسرائيلي لمجموعة مواقع ومنازل في بيت لاهيا شمال القطاع.


الدوبشة.. محرقة الاحتلال
الرضيع الفلسطيني على الدوابشة استشهد عام 2015 بعدما تعرض للحرق وهو رضيع، عندما أضرم مستوطنون إسرائيليون النار في منزل عائلة سعد الدوابشة في قرية دوما، محافظة نابلس في الضفة الغربية، فاستشهد على الفور وعمره لم يتجاوز العام ونصف العام، وتعرضت عائلته لحروق خطرة، قبل أن يعلن وفاة والده ووالدته متأثرين بجراحهما، ولم يتبق من العائلة سوي شقيقه الأكبر الذي يبلغ من العمر 7 سنوات.


إيمان حجو.. اغتيال البراءة
واحدة من أبشع الجرائم التي سطرها جيش الاحتلال بحق الرضيعة الفلسطينية إيمان حجو البالغة من العمر 4 أشهر ظهر يوم الإثنين 7 مايو 2001، عندما اغتالتها نيران الاحتلال بقذيفة مدفعية اخترقت جسدها، وهي في أحضان أمها سوزان التي أصيبت هي الأخرى بجروح بالغة أمام بيت عائلتها في محافظة خان يونس، والذي كانت تزوره، قادمة من بيتها في دير البلح.



محمد الدرة.. أيقونة الانتفاضة

وتنتظر الشعوب العربية 30 سبتمبر من كل عام لإحياء ذكري استشهاد أيقونة الانتفاضة الفلسطينية " محمد الدرة" الذي استشهد عام 2000 في اليوم الثاني من انتفاضة الأقصى، وسط احتجاجات امتدت على نطاق واسع في جميع أنحاء الأراضي الفلسطينية، والتقطت عدسة المصور الفرنسي شارل إندرلان المراسل بقناة فرنسا 2 مشهد احتماء جمال الدرة وولده محمد البالغ من العمر 12 عاما، خلف برميل أسمنتي، بعد وقوعهما وسط محاولات تبادل إطلاق النار بين الجنود الإسرائيليين وقوات الأمن الفلسطينية.

وعرضت هذه اللقطة التي استمرت لأكثر من دقيقة لمشهد احتماء الأب وابنه ببعضهما وإشارة الأب لمطلقي النيران بالتوقف وسط إطلاق قوات الاحتلال وابل من الرصاص الحي، وبعد ذلك ركود الصبي على ساقي أبيه، وبعد 59 ثانية من البث المبدئي للمشهد في فرنسا، أخبر إندرلان المشاهدين أن محمد الدرة ووالده كانا "هدف القوات الإسرائيلية من إطلاق النيران"، وأن الطفل قد استشهد وتم التشييع في جنازة شعبية مهيبة.


الجريدة الرسمية