رئيس التحرير
عصام كامل

سر عبادة الأجانب لـ«خوفو وسخمت» في ديسمبر.. طقوس غريبة وملابس بيضاء للتكفير عن الذنوب.. البعض يعتقد أنها تشفي من الأمراض وتعالج العقم.. التقاط الصور العارية والفيديوهات الإباحية الأسوأ

فيتو

انتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة التعبد داخل هرم خوفو وأمام تمثال المعبود سخمت بمعابد الكرنك بالأقصر وخصوصا في شهر ديسمبر من كل عام، حيث تنشط خلاله هذه العبادات، ولم يقف الأمر عند هذه الطقوس بل وصل إلى التقاط صور عارية وفيديوهات إباحية بعدة طرق، فيتو تكشف سر نشاط هذه الأفعال بتلك الأماكن وفي هذه الأوقات بالتحديد في التقرير التالي.


«عبدة الهرم»
كشف مجدي شاكر، كبير أثريين بوزارة الآثار، أن كثيرا من السائحين الأجانب يقبلون على زيارة المناطق الأثرية، وبعضهم يأتي خصيصا لبعض المناطق مثل الهرم الأكبر وتمثال المعبود سخمت بالكرنك للتعبد، مشيرا إلى أن آلاف السياح يأتون في أوقات معينة خاصة في شهر ديسمبر يرتدون الملابس البيضاء ويعقدون أيديهم على صدورهم في الوضع الأويزري ويأتون ببعض الطقوس وقراءة التعاويذ عند الهرم الأكبر، وأحيانا في غرفة الدفن عند التابوت وعند أبو الهول ويعتقدون أن أسرار العالم كلها وخاصة قارة أتلانتس مدفونة في هذا المكان، ويقدر عددهم بالملايين، وكذلك يعتقدون أنهم يستمدون الطاقة من الهرم ويكفرون عن أخطائهم ويطلق على هؤلاء «عبدة الهرم».

«أمنا الغولة»
وأضاف "شاكر" لـ"فيتو": السياح يقفون أمام تمثال المعبودة سخمت معبودة الحرب والشفاء والحماية التي كانت تصور في هيئة جسد امرأة ورأس لبؤة وترتدي فوق رأسها قرص الشمس وحية الكوبرا، وتمثل واقفة تمسك صولجان البردي أو زهرة اللوتس أو جالسة تمسك مفتاح الحياة.

وكانت تنحت دائما من حجر الجرانيت الأسود وتلون باللون الأحمر وهي وكانت مرتبطة بالسماء والبقرة السماوية ويأتى منها المطر والخير وكذلك الصواعق والطاقة والرعد فهم يعتقدون أنهم بالوقوف أمامها وممارسة بعض الشعائر أنهم يشفون من أمراضهم لأنها معبودة الشفاء والحماية ويستمدون منها الطاقة؛ لأنها معبودة السماء وحتى المصريين يخافون منها ويطلقون عليها «أمنا الغولة» لوفاة أحد الأطفال بداخل المعبد في بداية القرن الماضي، ولم يعثر على جثته، فاعتقدوا أنها هي التي أكلته وحتى الآن يتداول كلمة «سخام البرك وسخام الطين» أي الطين الأسود المخلوط بالماء شديد السواد من كلمة سخمت لأن لونها أسود ويحذرون أولادهم من الاقتراب منها، ويأتي لها بعض النساء للمساعدة في الشفاء من العقم والإنجاب.

وأعرب المئات من زائري الأهرامات من جنسيات مختلفة حول العالم عن أهمية هذه الطقوس بالنسبة لهم قائلين: «تمنحنا طاقة روحانية نستمدها من داخل الهرم الأكبر خوفو، تمنحنا السكينة والصفاء النفسي» وهذا الشعور ينتابهم عند الدخول لبهو هرم خوفو.

التعبد والطقوس الدينية حالة عشق امتلكت مئات الأوروبيين والأجانب من كافة أنحاء العالم لأهرامات الجيزة الذين اعتادوا على زيارتها سنويا، يلتقون تحت سفحه، يجمعهم هدف واحد، ويمارسون نفس الطقوس التي تحولت فيما بعد إلى عبادة، وعرفوا هؤلاء السائحين الذين انتظموا في مجموعات بـ«عبدة الأهرامات».

لوحة الحلم
ويعتقد هؤلاء المتعبدون أن الإله الأعظم الذي يتحكم في مركز الأرض موجود في منطقة الهرم، وبحسب مزاعمهم، فإن النقوش الهيروغليفية على لوحة الحلم أمام تمثال أبو الهول فسرت ذلك، والتي أمر بنحتها تحتمس الرابع، فإن تحتمس الرابع يقول: «إن أبو الهول وهو الإله الأعظم عند القدماء المصريين، قال له: ارفع عنى الرمال، والأتربة، وسأجعلك ملكا، فنفض عنه الرمال، ووفى له أبو الهول بهذا الأمر، لذلك يزعمون أن مركز قوة الأرض تحت أقدام أبو الهول، وهو ما زعمه أفلاطون بأن هناك ممرات سرية أسفل أقدام أبو الهول إلى الغرف السرية تحت الأهرامات، وأن هذه الغرف بها قارة أتلانتس».

ويظل العباد داخل الأهرامات حتى شروق الشمس، معتقدين أنهم بذلك يكونون مروا بنفس رحلة وجودهم في الحياة الأولى إلى الحياة الثانية مرة أخرى، ويمثل لهم شروق الشمس الميلاد الجديد، مؤكدين أن هناك عالما آخر يعيش تحت الأهرام، وأن هذا العالم على علاقة بما يدور فوق الأرض.

منع الحفلات
وكانت وزارة الآثار في أواخر عام 2011، قررت منع إحدى الحفلات التي كان من المقرر لها أن تقام تحت سفح الأهرامات لشبهة استغلال وفود أجنبية من عبدة الأهرامات للحدث لممارسة طقوس الديانة.

الزيارات الخاصة
ومن جانبه، أكد الدكتور وائل فتحي، كبير مفتشي آثار الهرم، أن هناك تشديدا أمنيا على الزيارات الخاصة للأهرامات، مشيرا إلى أنه يتم تفتيش المجموعة السياحية التي تزور الهرم قبل صعودهم ومنع دخول أي شموع أو آلات حادة، وكذلك منع إقامة أي طقوس دينية داخل المنطقة حسب قوانين ولوائح المنطقة وحال حدوث ذلك يتم إلغاء الزيارة الخاصة.

وأضاف فتحى في تصريحات خاصة لـ"فيتو" أنه حال اعتراض المرشد السياحي المرافق للوفد السياحي على مصاحبة المفتش الأثرى للمجموعة داخل الهرم يتم إلغاء الزيارة الخاصة فورا، مشيرا إلى أنه بعد واقعة سرقة خرطوش "خوفو"، هناك تشديدات صارمة على الزيارات الخاصة، كما أن جميع المفتشين الأثريين كانوا يعزفون عن مرافقة الزيارات الخاصة خوفا من المسئولية بعد هذه الواقعة.

وأوضح أن ما كان يتم داخل الهرم هو "الميديتيشن" أو التأمل؛ لأن بعض السياح يعتقدون أن للهرم قوة خارقة ويمنحهم الطاقة إذا تأمل الشخص داخله، مشيرا إلى أن هذا النوع لا يندرج تحت مسمى الطقوس الدينية لأنه لا ينتمى إلى أي عقيدة دينية كما أن المنطقة لا تسمح به في الوقت الحالي على الإطلاق.

ضعف الحراسة
وأكدت مصادر مطلعة بمنطقة آثار الهرم، أنه خلال الأيام القليلة الماضية تم ضبط العديد من الأفواج السياحية أثناء تعبدهم داخل هرم خوفو، وتم تحرير محضر لهم بقسم شرطة السياحة التابع للمنطقة وسحب الكرنيهات الخاصة بالمرشدين السياحيين المرافقين لتلك الأفواج.

وأوضحت المصادر، أن عدد أفراد شرطة السياحة والآثار القائمين على تأمين المنطقة بعد انتهاء وقت فتح المنطقة للزيارة في الساعة الخامسة مساء من كل يوم غير كاف لتأمين المنطقة وهذا ما يسهل تسلل بعض المهووسين من الأجانب بتسلق الأهرامات والتعبد بجوارها من اختراق المنطقة بطريقة التخفي ومغافلة أفراد الحراسة القليلة والتي تكون موجودة في الغالب على البوابات الرئيسية للمنطقة والقيام بدوريات لتفقد المنطقة على فترات متقطعة.


الجريدة الرسمية