الفضائح بوابة العالمية... يا عيب الشوم
تمنيت ألا أعود للكتابة مجددا عن مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، لأنه بكل ما أحاطه من ضعف وفضائح لا يستحق عناء التوقف عنده.. لكن هناك بضعة مواقف ليس بالإمكان تجاهلها اضطرتني للعودة إليه.
ذكرت الأسبوع الماضي أن "رانيا يوسف" المنتشية بحلولها "ترند تويتر"، أخذت تنشر على حساباتها كل ما يخص فضيحة فستانها المشين، لكن حين أحيلت للنيابة كذبت واختلقت قصة أن "بطانة الفستان رفعت من الخلف دون أن تدري، وأن ما حدث غير مقصود".. والكلام نفسه قالته في النيابة وكان برفقتها محامي النقابة وأحد أعضاء مجلس الإدارة، بمعنى أن نقابة الممثلين تساندها في قضيتها رغم الموقف المشين، فكيف إذن ستحقق معها النقابة في أمر التعري خلال ختام مهرجان الدولة السينمائي الرسمي...
أليس هذا تناقضا، وأن بيان النقابة بشأن التحقيق مع "العاريات" جاء لمواجهة غضب الرأي العام من إطلالات الممثلات المخزية؟!
لم تفوت الفنانة "أصالة نصري" فرصة في حفلاتها لمداعبة الجمهور والتفاعل معه، لذا استغلت "قضية الساعة" خلال حفلها الأخير في التجمع الخامس وداعبت الحضور متسائلة "فستاني شفاف... فستاني له 6 بطانات"..
طبعا الإسقاط واضح وإن كان على سبيل الدعابة. لكن تداول دعابة "أصالة" بكثافة وأنها تسخر من "رانيا يوسف" بخصوص "بطانة الفستان الشفاف اللي اترفعت"، اضطر "أصالة" إلى التغريد موضحة "أنا بعتبر حفلي ليس مجرّد غُنا وموسيقى بسّ، بل محاولات لإسعاد النَّاس وإسعادي معهم، بحبّ أمزح وأضحك وبحبّ النّاس تطلع مبسوطة متسليه مسلطنة، الّلي حكيته عن موضوع البطانة كان مزحة ومو قصدي شي تاني غير المزح".
كان يفترض أن ينتهي الموضوع، لا سيما أن صاحبة الفضيحة حاولت تناسي القضية، ونشرت مجموعة صور جديدة لها وهي في حمام السباحة، لكنها أجرت مداخلة مع أحد البرامج اعتبرت خلالها أن "أصالة" تمزح ولا تسخر منها. ثم شكرت من دعمها في أزمتها، وأيضا "من شتموها لأنهم كفروا عن ذنوبها"!!..
وقالت بفخر شديد إنها "تلقت عرضًا للمشاركة في فيلمٍ عالمي بعد أيام من تحول موضوع ارتدائها للفستان المثير في حفل ختام مهرجان القاهرة لأزمةٍ عالمية"!!
من شتم رانيا يوسف، كان يدافع عن الأخلاق والقيم الغائبة، وعبر عن صدمته في ممثلة تعمدت التعري لافتعال ضجة في مهرجان دولي، ولم يكن يقصد أبدا التكفير عن ذنوبها!! أما الفخر بتلقيها عرضا لمشاركة عالمية، فهو استغلال قبيح لفضيحة وتصرف مشين، ويثبت مجددا أنها تعمدت التعري، وحتى لا تصر رانيا يوسف على الكذب في أمر "البطانة المرفوعة"، تولى التواصل الاجتماعي مهمة البحث عن الفستان الأصلي ونشره بألوانه المتاحة ولم يكن له بطانة من الأساس، لأنه عبارة عن مايوه قطعة واحدة.
وكذلك دار الأزياء التي صممته، والمواقع الإلكترونية التي تبيعه حاليا أونلاين بخصم 50%.. فبئس العالمية التي تتحقق من بوابة الفضائح، ومثلما يقول أهل الشام "يا عيب الشوم"!!
أما مهرجان القاهرة الذي ألغى تكريم الفرنسي المخضرم كلود ليلوش، حتى لا يتهم بالتطبيع مع إسرائيل، فقد صدمه مجموعة من الفنانين والسينمائيين والإعلاميين بإصدار بيان احتجاج على "استضافة المهرجان منتجين أوروبيين داعمين السينما الإسرائيلية ومناصرين الصهيونية، ومنهم المنتج ميشيل زانا (شركة صوفي دولاك) والمنتج لورون دانييلو (شركة لوكو) وجيوم دي ساي (شركة أريزونا)، وهم جميعا من متخذي القرار بمشروع دعم السينما التابع لمعهد سام شبيغل بإسرائيل، وبعضهم يشارك بانتظام في مهرجانات إسرائيلية، فيما ساهم أحدهم في إنتاج أحد أفلام محمد حفظي رئيس مهرجان القاهرة السينمائي الدولي".
ولأن إدارة مهرجان القاهرة رفضت الرد على البيان، أو حتى توضيح التهمة الموجهة إلى رئيسه، فيجب على وزيرة الثقافة إعداد "كشف حساب" يحصي إيجابيات وسلبيات الدورة الأربعين لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي، وتقييم أداء إدارته الجديدة بما لها وما عليها، خصوصا بعد فشلها في استقطاب نجم عالمي واحد لحضور المهرجان، والاكتفاء بحضور "العاريات" من ممثلات مصر والعرب، وعلى ضوء التقييم العادل يمكن الإعداد الجدي من الآن لدورة مقبلة تتلافى "فضائح" الدورة الأربعين.