العرس المريمي وجبل المقطم وصورة البطريرك
أيام خلافة المعز لدين الله الفاطمي، كان موسى وزيره اليهودي هو السبب لتعرض المسيحيين حينها لضيقة كبيرة بسبب آية في الكتاب المقدس وهي "لو كان لكم إيمان مثل حبة الخردل وقلتم للجبل انتقل من هنا لهنا لانتقل".
لذا استدعى الخليفة البطريرك "إبرام بن زرعة" الذي كان بابا للنصارى حينها وأمره أن ينقل الجبل الذي يزحم وسط القاهرة، وأخبره أن كتاب المسيحيين يقول ذلك، إن بإيمانهم يستطيعون أن ينقلوا الجبال، لو لم ينتقل سيتعرض المسيحيون لمضايقات!
وبالفعل أمر حينها البطريرك بالصوم لمدة ثلاثة أيام من أجل أن يرفع الله البلاء عنا، وأرشدته العذراء مريم للقديس "سمعان الدباغ" الذي بصلاته انتقل الجبل حينها فعلًا وأصبح في أطراف القاهرة، نعم جبل المقطم!
ولم يعرف عن "سمعان الخراز" والذي كان يعمل بالدباغة والأحذية سوى بعد موته، ولكن الآن أصبحت الآية مقلوبة، صرنا نرى بطريركًا يدشن صورة له بزيت الميرون المقدس في الكاتدرائية!
وآخرون ينتظرون شهر كيهك، وليس فقط لتمجيد السيدة العذراء كلية الطهر، ولكن نظرًا لحضور صاحب النيافة الأنبا يؤانس! لدرجة إن الكنائس التي يصلي فيها تسبحة كيهك أو التسبحة المريمية، أصبح المتداول فيها لقب "تسبحة الأنبا يؤانس"!، أليست تسبحة العذراء مريم!، أليست من أجل كلية الطهر والكرامة السيدة العذراء مريم، التي قالت كل الأجيال تطوبني!
منذ الأمس عندما تعرض الأنبا يؤانس لحادث سير أثناء اتجاهه من أسيوط حيث كرسي حبريته إلى القاهرة ليصلي التسبحة وهناك الكثيرون حزانى لأنهم لن يصلوا التسبحة معه!
ربما لن يكون متواجدا لعدة أيام، ولكن ستظل العذراء موجودة طوال أيام التسبحة، وستظل تسمع قلوب الهاتفين لها وبمجدها، فربما يغيب بعض الحضور في حفل الزفاف، ولكن لن يغيب أصحاب العرس مهما حدث.