«30 يوم ضلمة».. نجيب محفوظ يقهر «السكر» والحكيم ينصحه بـ«الأسبرين»
رحيل الكاتب لا يعني موت تاريخه، فدائما يذهب بجسده عن الحياة وتظل إبداعاته خالدة على مر العصور، فنجيب محفوظ، واحد من كبار المثقفين الذين لا ينساهم التاريخ، بل يعلم الجميع مكانته الخاصة الذي صنعها لنفسه، بكتابته التي بدأها في الأربعينيات وانتهت عام ٢٠٠٤.
ذكرى ميلاد صاحب جائزة نوبل في الأدب، أمر يتوقف أمامه الجمهور، ليسترجع تاريخ ابن الجمالية، ويعيد القراءة في رواياته، وشرح عبقريته الثقافية، لكن لا أحد ينظر إلى الجانب الأصعب في حياته مع المرض الذي كان يعاني منه لفترة طويلة بداية من السكر، حتى فقدانه السمع بأذنه اليمنى تمامًا، وأخيرا فقدان الإبصار بعينه اليمنى ما يقرب من 30 يوما، وهي الأصعب في رحلته مع المرض.
«حكايتي مع المرض طريفة ومريرة في الوقت نفسه، وكان أول مرض أُصبت به في حياتي هو السكر؟ فقلت له: نعم، فغضب الدكتور وقال (أما ابن كلب صحيح، كل الأدوية اللي كتبها لك من شأنها أن ترفع عنك نسبة السكر)، وطلب مني شراء دواء اسمه (سيدال) لتناوله إذا ما فاجأني أزمة السكر»، بهذه الكلمات سرد نجيب محفوظ، في كتابه «صفحات من ذكريات نجيب محفوظ»، رحلته مع المرض.
الكاتب الراحل توفيق الحكيم، لعب دورًا كبيرًا في في رحلة علاج «محفوظ»، فعندما التقى به ليشتكي له آلام الروماتيزم وعلاجه، فقال له «بسيطة.. تناول قرص أسبرين صباحا وقرصًا في المساء»، وقال «محفوظ»: «بالفعل سرت على نصيحة الحكيم فشعرت بتحسن، وما زلت حتى الآن أعمل بنصيحته المفيدة».
رحلة «محفوظ»، مع فقدان البصر في عينه اليمنى مزعجة، فمضاعفات مرض السكر، أصابته بضمور في شبكية العين، وقال عن هذه الواقعة: «فقدت البصر في عيني اليمنى تماما نحو 30 يوما، وبعد علاج مكثف عاد إليها نور ضعيف، وضمور في الشبكية مع ضعف السمع، لم يعد يمكنني من مشاهدة التليفزيون أو المسرح، كما أنه يمنعني من القراءة».
استطاع «محفوظ» التغلب على مرضه رغم صعوبته، فدائما كان ينظم العملية الغذائية للحفاظ على السكر، بجانب المشي يوميا، فهي عادة قديمة ثابتة حتى من قبل إصابته بالمرض، ففي الشتاء يمشي ساعة، وتقل في الصيف لارتفاع درجة الحرارة، أما بالنسبة لمواعيد نومه فقد اعتاد الدخول للفراش مع منتصف الليل.