نجيب محفوظ يتوقف في 1960 عن كتابة السيناريو بسبب الرقابة
في مجلة روز اليوسف عام 1960 كتب الكاتب الروائي العالمي نجيب محفوظ مقالا أعلن فيه توقفه عن كتابة السيناريو للأفلام سواء المأخوذة عن قصصه أو قصص الغير وقال:
دخلت السينما حياتي من الخارج، ولم أكن أعرف عنها شيئا، نعم كنت "أحب أشوف السينما" لكن كيف يعد الفيلم لا أعرف، لا أدري ولا أعرف هل فيه كاتب سيناريو غير المؤلف أم لا.
في عام 1947 أخبرني صديقي فؤاد دوارة أن المخرج صلاح أبو سيف يريد مقابلتي وكانت رواية زقاق المدق قد ظهرت لي في السوق.
وقابلت صلاح في شركة جبرائيل تلحمي للسينما وقال: "في الواقع أنا قرأت عبث الأقدار وأدركت من خلالها أنه يمكنك كتابة السيناريو"، وأن لديه قصة باسم عنتر وعبلة ويريد أن أعد لها السيناريو، واعتذرت لأني لم أكن أعرف يعني إيه سيناريو.
إلا أن فؤاد دوارة شجعني على قبول العرض واتضح أن قصة عنتر وعبلة هي مجرد فكرة وشرحها لي وطلب مني كتابتها وفعلت.
وعندما قرأ صلاح كتابتي أهدى لي كتبا في فن السينما وتعلمت السينما على يد صلاح أبو سيف وطلب مني أن أعمل معه باستمرار، لكني اعتذرت لأني متفرغ للأدب، فاقترح أن أعمل معه في الصيف فقط.
وبدأت اكتب السيناريو وسجلت اسمي في نقابة السينمائيين، ووجدت أن العمل السينمائي مختلف إذا قلت له يمين ستجد من يقول لك شمال.
كتبت 15 سيناريو منهم 8 سيناريوهات مع المخرج صلاح أبو سيف مع أن قصصي لم تجد من ينتجها لأنه لم يكن أحد يعرف عنها شيئا.. توقفت عن كتابة السيناريو وأصبحت لا أعمل في السينما لأني عينت مديرا للرقابة على المصنفات السينمائية عام 1959 بتكليف من الوزير ثروت عكاشة ثم تعييني مديرا عاما للمؤسسة العامة للسينما.
من السيناريوهات التي كتبها الأديب نجيب محفوظ (المنتقم، مغامرات عنتر وعبلة، لك يوم ياظالم، ريا وسكينة، الوحش، فتوات الحسينية، درب المهابيل، شباب امرأة، الطريق المسدود، مجرم في إجازة، أنا حرة، الفتوة، ساحر النساء، الهاربة، إحنا التلامذة، بين السماء والأرض ).