«كتامة».. قلعة صناعة الأثاث بالغربية في خطر
شهدت قرية "كتامة" بمركز بسيون في محافظة الغربية ازدهارا كبيرا في صناعة الأثاث في فترة التسعينيات، وسميت بـ"القلعة الثانية لصناعة الأثاث المنزلي"، بعد محافظة "دمياط"، بل وسحبت البساط من تحت أقدامها فترة من الزمن، لتميز منتجاتها بالفخامة والرقي مع الأسعار المنخفضة.
ولم يكن ينقصها سوى منفذًا للتصدير لتنافس عالميا، إلا أنها أصبحت في السنوات الأخيرة تعاني عدة مشكلات أدت إلى إغلاق ٦٠٪ من المعارض والورش.
وقال سيد الشنديلي، صاحب معرض أثاث، إن قرية كتامة كانت تمتلك في التسعينيات ١٧٠٠ ورشة ومعرض، مقسمة إلى ورش نجارة، ودهان، وتنجيد، وشوادر وبيع الأخشاب، ومعارض، وكانت منتجاتها منتشرة في محافظات الجمهورية بسبب التسويق الإلكتروني، ولتميز المنتج بالخامات الجيدة والأشكال الراقية، مع انخفاض أسعارها واستمرت الصناعة في الازدهار حتى عام ٢٠١٦.
وأضاف الشنديلي، أن انهيار "قلعة الأثاث" بدأ بعد الزيادات المستمرة في أسعار المواد الخام، حيث ارتفع لوح الأبلكاش من ٤٠ إلى ١١٢ جنيها، ومتر الخشب من ٣٥٠٠ إلى ٩ آلاف جنيه، ووصل سعر غرفة النوم دون دهانات "نجارة فقط" من ١١ ألفا إلى ١٦ ألف جنيه، وأساهم في الأزمة عدم ثبات الأسعار، مما كبد أصحاب ورش النجارة خسائر فادحة، وانعكس ذلك بالسلب على أصحاب المعارض، وبعضهم اضطر إلى بيع ورشته ومعرضه وتسريح العمالة.
وتابع مؤمن النحاس، صاحب معرض أثاث، أن عدم وجود الخدمات بقرية كتامة، أسهم في هروب العملاء، حيث إن الطرق غير ممهدة وهناك مطبات عشوائية، فضلا عن عدم وجود وسائل مواصلات، ما يسبب صعوبة في التنقل خاصة في فصل الشتاء، وتعرض الكثير من العملاء إلى حوادث، رغم إدراج القرية منذ سنوات في خطة التطوير.
وأوضح النحاس أنه منذ عام ٢٠٠٩ خصصت محافظة الغربية، ١١ فدانا لإنشاء مشروع مدينة صناعية للحرفيين، وفشل المشروع بسبب ارتفاع أسعار الأراضي حتى أصبح المشروع قطعة أرض فضاء مهجورة تنتشر فيها القمامة والحيوانات الضالة.
وطالب النحاس الدولة بالاهتمام بالصناعة ودعم المواد الخام مع تثبيت الأسعار، بالإضافة إلى رصف الطرق وتوفير الخدمات والبنية التحتية المناسبة للقرية، وإعادة إحياء مشروع المدينة الصناعية بالدعاية الكافية، وتقديم تسهيلات في التصدير للخارج.
